تحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد صالح سليم، أحد أهم رموز كرة القدم المصرية والعربية، والذي وُلد في 11 سبتمبر عام 1930، ليبدأ رحلة استثنائية جمعت بين الموهبة الكروية الفذة والقيادة الإدارية الحكيمة.
اللاعب الأسطورة
صالح سليم بدأ مسيرته الكروية مع النادي الأهلي في أربعينيات القرن الماضي، وسرعان ما أصبح قائدًا للفريق بفضل مهاراته وأناقة أدائه داخل الملعب، حتى لُقب بـ "المايسترو".
ولعب صالح سليم أكثر من 200 مباراة بقميص الأهلي، سجل خلالها أهدافًا مؤثرة وصنع تاريخًا حافلًا بالبطولات المحلية والقارية.

18 عام "لعيب"
استمرت المسيرة الذهبية للمايسترو حتى موسم 1966-1967، حيث اختتم مشواره بعد مسيرة دامت 18 عامًا.
حقق صالح سليم خلال مشواره الكروي أرقامًا مبهرة كان صالح سليم دائماً من ضمن القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967.
استطاع صالح سليم أن يحقق مع النادي الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها صالح منذ بداية الدوري المصري لكرة القدم عام 1948، كذلك حقق مع النادي الأهلي بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
على المستوى الدولي انضم صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 ب القاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية ب روما عام 1960.
وسجّل صالح سليم 101 هدف في حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و 92 هدفاً أحرزهم مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس.
حقٌق صالح سليم إنجازاً شخصياً كونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف، كما أن لصالح سليم إنجازين شخصيين آخرين هما أكبر عدد من البطولات يحرزها نادي في عهد رئيس واحد وهو 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدوري 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن.
الإداري القدوة
بعد الاعتزال، واصل صالح سليم رحلة العطاء للنادي الأهلي من خلال العمل الإداري، حيث تولى منصب رئيس مجلس إدارة النادي في أكثر من دورة.
خلال رئاسته، حافظ على شعار "الأهلي فوق الجميع"، كما رسخ مبادئ الاحتراف والانضباط، وجعل من الأهلي مؤسسة رياضية واجتماعية متكاملة.
عُرف عنه الحزم والالتزام بالقيم، مما أكسبه احترام جماهير الأهلي وخصومه على حد سواء.

تاريخه الفني
شعبية صالح سليم كانت هي السبيل لجذبه للمجال الفني والسينمائي وشارك في عدة أفلام سينمائية منها فيلم السبع بنات، وفيلم الشموع السوداء أمام الفنانة نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة.

الإرث الذي لا يُنسى
رحل صالح سليم عن عالمنا في مايو 2002، لكنه ظل حاضرًا في قلوب عشاق الكرة المصرية، خاصة جماهير الأهلي التي تعتبره الأب الروحي للنادي، ومازالت صورته تُزين جدران النادي الأهلي، كما أن اسمه يُتلى دائمًا كلما ذُكرت القيم والمبادئ، وتاريخه يُدرّس كنموذج في القيادة الرياضية الناجحة.
