شهد ريف حلب الشرقي تصعيدًا جديدًا بين الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بعد هجوم مباغت شنّته الأخيرة على عدد من القرى.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن قواتها ردّت على مصادر النيران التي استهدفت قرى منها حزوان، مستخدمةً الصواريخ الموجهة والقذائف، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين. وأشارت الوزارة إلى أن وحداتها نفّذت ضربات دقيقة وصدّت محاولة تسلل، كما تعاملت وفق قواعد الاشتباك مع مصادر الهجوم الذي طال مناطق مثل الكيارية ومنبج.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين، حيث حمّل الجيش السوري "قسد" مسؤولية خرق الهدنة، بينما اعتبرت الأخيرة أن تحركات الجيش استفزازية وتستدعي الدفاع عن النفس، خصوصًا مع وجود قواته قرب مناطق نفوذها.
وتطرح التطورات تساؤلات حول مستقبل الاتفاق الذي وُقّع في مارس الماضي لدمج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة، إذ ما زالت التوترات تتجدد في محيط حلب الريفي، ما يهدد بتحويل المنطقة إلى ساحة نزاع دائم رغم الاتفاق.
كما أثارت الحادثة مخاوف إنسانية جديدة بعد سقوط ضحايا مدنيين، لتعيد إلى الواجهة معاناة السوريين المستمرة منذ سنوات الحرب، وتؤكد الحاجة الملحّة إلى ضبط التصعيد وحماية السكان.
ويأمل مراقبون أن تشكل هذه الحوادث حافزًا لإحياء مسار سياسي جاد يضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم، ويضع حدًا لدوامة العنف التي تعيشها البلاد.