أكد النائب سليمان وهدان أن الاعتماد على قوى أجنبية لحماية أمن أي دولة قد يمنح شعورًا مؤقتًا بالأمان، لكنه لا يغني عن بناء قوة داخلية واستقرار سياسي وتحالفات استراتيجية متوازنة، مستشهدًا بالمثل العربي: «ما حكّ جلدك مثل ظفرك».
سليمان وهدان: الاتكال على الحماية الأجنبية لا يغني عن بناء قوة داخلية واستقرار سياسي
وأوضح وهدان، في تصريحات له، أن دولة قطر تمثل نموذجًا واضحًا لهذه السياسة؛ إذ تتبنى نهج «التوازن بين القوى» في المنطقة، حيث تستضيف قاعدة العديد الجوية التي تضم آلاف الجنود الأمريكيين وتُستخدم في العمليات العسكرية في العراق وسوريا وأفغانستان، وتحافظ في الوقت ذاته على علاقات دبلوماسية مع إيران بسبب المصالح الجغرافية والغاز المشترك، فضلًا عن التعاون الأمني مع تركيا التي أنشأت قاعدة عسكرية في الدوحة عام 2015.
وأشار إلى أن هذا النهج يجعل الموقف القطري هشًّا في أوقات الأزمات، كما حدث خلال حصار 2017، موضحًا أن الجيش القطري صغير عدديًا ويعتمد على التحالفات وليس على القوة الذاتية، وأن القواعد الأجنبية الموجودة على أراضيه تخدم مصالح تلك الدول بالدرجة الأولى، وليس من المضمون تدخلها لحماية قطر في حال تعرضت لتهديد مباشر.
اللي متغطي بالأمريكان عريان
ولفت النائب إلى أن التجربة الخليجية، خاصة بعد أزمة حصار قطر، أظهرت أن الحماية الأجنبية لا تعني الأمان الحقيقي، وأن هناك شعورًا شعبيًا بأن الاعتماد على الولايات المتحدة «سيف ذو حدين»، مشيرًا إلى المثل الشائع في هذا السياق: «اللي متغطي بالأمريكان عريان».
واختتم وهدان بأن قطر، رغم غناها وثقلها السياسي والإعلامي، ما تزال تعتمد على الحماية الخارجية وتحيط بها دول كبرى، ولا تمتلك قوة عسكرية مستقلة كافية، وهو ما يؤكد أن الحماية الأجنبية تظل مؤقتة ومشروطة ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل مطلق، وهو درس ينطبق على دول كثيرة في المنطقة.
