أكد وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر ستظل ملتزمة بدورها المحوري في دعم الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، مشددًا على أن القاهرة تواصل جهودها السياسية والدبلوماسية المكثفة لوقف الحرب المستمرة في قطاع غزة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير مع نظيره الإيراني، ومسؤولين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على هامش مشاورات جارية لبحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
الحل الدبلوماسي ضرورة.. ورفض لغطرسة القوة
وقال عبد العاطي:"يجب التوصل إلى حلول دبلوماسية عادلة وشاملة لقضايا المنطقة، بعيدًا عن منطق الغطرسة والقوة الذي تتبعه بعض الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها إسرائيل".
وشدد وزير الخارجية على أن الغطرسة الإسرائيلية لن تحقق لها الأمن والاستقرار، بل ستؤدي إلى المزيد من التصعيد والعنف وتهديد الأمن الدولي، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تجاهل كل المبادرات السلمية والجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب.
القاهرة ترفض العدوان الإسرائيلي على قطر
وفي موقف واضح، أدان وزير الخارجية المصري العدوان الإجرامي الذي قامت به إسرائيل على دولة قطر، مؤكدًا أن ما حدث يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وخرقًا لسيادة دولة عربية، محذرًا من تبعات مثل هذه الأفعال على استقرار المنطقة.
وقال عبد العاطي:"إسرائيل لم تكتف بعدوانها على الفلسطينيين، بل أصبحت توسع دائرة عدوانها لتشمل دولًا أخرى في المنطقة، وهو تصعيد خطير".
وقف الإبادة الجماعية في غزة أولوية مصرية
كما أكد الوزير أن مصر لن تتوقف عن أداء دورها الإنساني والسياسي في دعم الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القاهرة تواصل جهودها من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين.
وشدد على أن التحركات المصرية مستمرة على كل المستويات لفتح الممرات الإنسانية، وإيصال المساعدات، والدفع نحو تهدئة شاملة تضمن حماية الشعب الفلسطيني، وتضع حدًا للاعتداءات.
توافق مصري إيراني على ضرورة التهدئة الإقليمية
في سياق متصل، ناقش وزير الخارجية مع نظيره الإيراني عددًا من الملفات المشتركة، وفي مقدمتها الأزمة الفلسطينية، وتطورات ملف البرنامج النووي الإيراني. وأكد الطرفان أهمية التعاون المشترك لاحتواء التصعيد في الإقليم، والعمل من أجل استقرار دائم يقوم على احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.
كما أبدى الجانبان توافقًا على أن التدخلات العسكرية والضربات العابرة للحدود تؤدي إلى تعقيد الأزمات لا حلها، مشددين على ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية فورًا.
دور مصر يتعزز دوليًا.. ومواقف حاسمة تجاه الأزمات
وتعكس تصريحات وزير الخارجية المصري في هذا التوقيت تنامي الدور المصري كقوة دبلوماسية إقليمية مؤثرة تسعى إلى نزع فتيل النزاعات، وقيادة جهود التسوية السلمية، مع الحفاظ على موقف حازم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها.
يُذكر أن الموقف المصري تجاه ما وصفته مصادر رسمية بـ"العدوان الإسرائيلي على قطر" جاء متناغمًا مع بيان رئاسة الجمهورية المصرية الذي وصف الضربة بأنها "تجاوز غير مسبوق يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا".
