خفضت شركة أبحاث متخصصة توقعات الطاقة الشمسية في أميركا حتى عام 2030، مع الآثار المحتملة لسياسات الإدارة الأميركية.
وأقرّ الرئيس دونالد ترمب القانون الكبير الجميل (One Big Beautiful Bill Act) في 4 يوليو/تموز الماضي، الذي تضمَّن سلسلة من الإصلاحات الضريبية، أبرزها، إلغاء الائتمان الضريبي للاستثمار بأنظمة الطاقة الشمسية السكنية في البلاد بعد عام 2025.
وأحدثَ هذا القانون هزة كبيرة بسوق الطاقة الشمسية في أميركا التي عاشت على الدعم الحكومي لسنوات طويلة، ما دفع شركات الأبحاث والكيانات الفاعلة في الصناعة إلى مراجعة توقعاتها المستقبلية.
في هذا الإطار، أعلنت شركة وود ماكنزي خفض توقعاتها لنمو قدرة الطاقة الشمسية في البلاد بنسبة 11% خلال السنوات الممتدة من 2025 إلى 2030، في الحالة الأساسية، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.
انخفاض تركيبات الطاقة الشمسية في أميركا
انخفضت تركيبات الطاقة الشمسية في أميركا بنسبة 24% على أساس سنوي، لتصل إلى 7.5 غيغاواط/تيار مستمر خلال الربع الثاني من عام 2025.
وظلّت هذه الإضافات أقل بنسبة 28%، مقارنة بمستواها في الربع الأول من عام 2025، بحسب التقرير الصادر عن وود ماكنزي -مؤخرًا-.

وزادت حالة التردد والارتباك في السوق الشمسية الأميركية منذ أواخر العام الماضي، مع تصريحات ترمب المبكرة في أثناء الحملة الانتخابية بأنه سيُنهي الدعم المقدّم للطاقة المتجددة في البلاد.
ولم ينتظر ترمب كثيرًا حتى نفَّذ وعوده عبر القانون الكبير الجميل الذي حظي بموافقة مجلسَي الشيوخ والنواب ذي الأغلبية الجمهورية، ثم وقّعه الرئيس ليكون نافذًا في 4 يوليو/تموز الماضي، ما أحدث تغييرًا جذريًا في سياسات الطاقة الفيدرالية الأميركية.
آثار القانون الكبير الجميل
بحسب تحليل وود ماكنزي، فإن قطاع الطاقة الشمسية في أميركا لن يستطيع الحصول على الإعفاءات الضريبية بعد عام 2027، بينما لن يحصل عملاء الأنظمة السكنية على الإعفاءات بعد عام 2025.
ورغم ذلك، فإن أيّ مشروع للطاقة الشمسية سيبدأ أعمال البناء في 4 يوليو/تموز 2026 أو قبله، يمكنه الحصول على إعفاءات الضريبية بعد 4 سنوات على الأقل من تشغيله.
أمّا المشروعات التي سيبدأ بناؤها بعد هذا التاريخ، فيجب تشغيلها بحلول نهاية 2027، حتى تكون مؤهلة للحصول على إعفاءات البندين 48 و45 من القانون الكبير الجميل، بحسب التقرير.
ورغم أن السياق القانوني الجديد دفعَ مطوري الطاقة الشمسية في أميركا لتسريع الخطط التنفيذية لمشروعاتهم، فإن وود ماكنزي خفضت توقعاتها للقدرات الجديدة بحلول عام 2030.
ويشير أفضل سيناريوهات شركة الأبحاث إلى وصول إجمالي تركيبات الطاقة الشمسية إلى 246 غيغاواط/تيار مستمر خلال 6 سنوات حتى عام 2030، ما يقلّ بنسبة 4% أو 11 غيغاواط عن التقديرات السابقة الصادرة قبل إقرار قانون ترمب الكبير الجميل.
بينما يتوقع السيناريو الأسوأ انخفاض القدرة بنسبة 18% أو ما يعادل 44 غيغاواط عن التوقعات السابقة، بحسب تقديرات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وترجّح الشركة أن تكون آثار القانون طفيفة على المدى القريب، بسبب إسراع المشروعات الحالية في التنفيذ أو التشغيل للاستفادة من مهلة الإعفاء الضريبي قبل إلغائه، إضافة إلى ارتفاع تكلفة التوليد بالغاز وتسارع الطلب على الكهرباء في البلاد.
قيود التصاريح الجديدة
يستند خفض وود ماكنزي لتوقعات الطاقة الشمسية في أميركا إلى حساب الآثار المحتملة لتوجيهات وزارة الخزانة الأميركية الجديدة بشأن تقييد التصاريح للمشروعات الجديدة.
ففي 15 يوليو/تموز الماضي -أي بعد أيام من إقرار القانون- أصدرت وزارة الداخلية الأميركية مذكرة تنص على أن الموافقات الفيدرالية الجديدة لمشروعات الطاقة الشمسية والرياح ستكون بحاجة إلى توقيع الوزير شخصيًا.

ورغم أن نطاق المذكرة غير واضح حتى الآن، فقد شملت عشرات الإجراءات المشددة، سواء للمشروعات التي ستقام مباشرة على أراض فيدرالية أم لا.
إضافة إلى ذلك، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية توجيهات جديدة في 15 أغسطس/آب 2025، لإعادة تعريف "بداية البناء" بالنسبة لمشروعات الطاقة الشمسية والرياح الحاصلة على إعفاءات ضريبية فيدرالية.
وكانت التعريفات السابقة لبداية البناء تشمل الشروع في أعمال مادية ذات طبيعة مهمة في الموقع أو خارجه، أو إنفاق 5% من تكاليف المشروع، بينما تميل التوجيهات الجديدة لإلغاء المسار الأخير والاقتصار على الأفعال المادية للبناء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
توقعات الطاقة الشمسية في أميركا، من وود ماكنزي