أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أنه من المستغرب أن يوجه الرئيس الأمريكي تحذيره للفلسطينيين وليس لإسرائيل، وهو يعلم أن اقتراحه الأول الذي قدمه قَبِلَت به المقاومة ورفضته إسرائيل، ثم أدار الأمريكيون ظهرهم.
وقال البرغوثي في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "ما الذي يضمن لنا بعد أن تسلّم حماس ما يسميهم بالأسرى الإسرائيليين ألا تواصل إسرائيل الحرب؟ في المرة الماضية كان هناك اتفاق، وكانت الولايات المتحدة ضامنة له، بأن لا تُجدّد إسرائيل القتال خلال ستين يومًا، لكن إسرائيل جددت القتال وما زال الاتفاق قائمًا وهي التي فرضت الحصار الذي تسبب في المجاعة الرهيبة في قطاع غزة".
وأضاف: "هناك ثلاث نقاط خطيرة الأولى أن شروط ترامب غير واضحة؛ فهو يقول إن على حماس أن تسلم جميع الأسرى في اليوم الأول، ولكن ما هي الضمانات لوقف الحرب؟ النقطة الثانية، أن نتنياهو يعلن أن شروطه لم تتغير، وهي تسليم السلاح والسيطرة الأمنية الكاملة على غزة، أي فرض الاحتلال الكامل فليخرج نتنياهو علنًا ويعلن على ماذا وافق والنقطة الثالثة أن التحذير يجب أن يوجّه لإسرائيل لا للفلسطينيين".
وتابع: "أخشى أن الرئيس الأمريكي يوفر الغطاء لإسرائيل لتقوم باجتياح مدينة غزة وتحميل الفلسطينيين المسؤولية، بينما إسرائيل ترتكب جرائم حرب الأدلة كثيرة، منها أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على ثلاث منظمات حقوق إنسان فلسطينية توثق الانتهاكات، بينما ترسل السلاح لإسرائيل لذلك حتى تتضح الشروط والضمانات، لا أعتقد أن الفلسطينيين معنيون بالاحتفاظ بالأسرى، ولكن الإفراج عنهم يجب أن يكون مقابل وقف كامل للحرب".
وأوضح: "من يطرح الاستسلام أو رفع الراية البيضاء يطرح رؤية مختلة؛ لأننا لا نتحدث عن حرب بين جيشين تنتهي باستسلام أحدهما، بل عن شعب يتعرض لمحاولة إبادة وتهجير استسلام الشعب الفلسطيني يعني زواله وإنهاء وجوده من رأس الناقورة إلى رفح".
واختتم: "لذلك لن يستسلم الفلسطينيون، ولو بقي طفل واحد سيواصل المقاومة الفلسطيني يقبل وقف إطلاق النار، وربما تغيير أشكال النضال، لكن لن يقبل بالاستسلام لأنه يعني الفناء".