قطر للطاقة تتوسع في التنقيب عن النفط والغاز بـ5 دول عربية

اتجهت شركة قطر للطاقة خلال السنوات الأخيرة إلى تعزيز وجودها في قطاع النفط والغاز العربي والعالمي، لاستكشاف فرص جديدة إلى جانب مواردها المحلية الضخمة.

وجاءت كل من مصر والجزائر ولبنان والعراق وموريتانيا ضمن الدول التي وقّعت فيها قطر اتفاقيات للتنقيب والاستكشاف من خلال حصولها على حصص مع شركات عالمية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

يُذكر أن قطر ثاني أكبر مصدّر للغاز المسال عالميًا بعد الولايات المتحدة، بكمية بلغت 79.48 مليون طن في عام 2024، مقارنة بـ79.75 مليونًا عام 2023.

وفي النصف الأول من العام الجاري، ارتفع إجمالي صادرات الغاز القطري إلى 41.26 مليون طن، مقارنة بنحو 39.68 مليون طن خلال النصف المقابل من العام الماضي (2024)، بحسب تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية العالمية الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.

قطر تُنقب في الجزائر لأول مرة

لأول مرة في تاريخها، حصلت شركة قطر للطاقة في يونيو/حزيران 2025 على رخصة للتنقيب عن النفط والغاز في الجزائر ضمن جولة مناقصات طرحتها البلاد العام الماضي.

وجاءت رخصة التنقيب والاستكشاف بالمنطقة البرية "أهارا" الواقعة في شرق الجزائر عند تقاطع حوضَي بركين وإليزي المعروفَين بوفرة الإنتاج.

وحصلت الشركة القطرية على حصة تبلغ 24.5% من خلال تحالف مكون من شركة توتال إنرجي (المشغّل) بحصّة 24.5%، وشركة سوناطراك الحكومية بنسبة 51%.

قطر للطاقة تتوسع في مصر

حصلت قطر للطاقة على أكثر من رخصة للتنقيب في مصر، ومنها حصة 23% في امتياز منطقة شمال الضبعة البحرية في البحر الأبيض المتوسط، بناءً على اتفاقية موقَّعة مع شركة شيفرون.

وبحسب الاتفاقية، ستحتفظ شركة شيفرون (المشغّل) بحصة 40%، بينما تتوزع الحصة المتبقية على شركة وودسايد الأسترالية بنسبة 27%، وشركة ثروة للبترول الحكومية بحصّة 10%.

وسبقها استحواذ الشركة القطرية في مايو/أيار 2024 على حصة 40% في منطقتين استكشافيتين قبالة السواحل المصرية، بناءً على اتفاقية موقعة مع شركة إكسون موبيل.

وتضمنت الاتفاقية استحواذ قطر للطاقة على 40% من اتفاقية الامتياز لمنطقتي "القاهرة" و"مصري" البحريتين، بينما تحصل إكسون موبيل (المشغّل) على الحصة المتبقية 60%.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، فازت الدوحة بحقوق الاستكشاف في منطقة بحرية تقع شرق مدينة بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط.

جاء ذلك ضمن عطاءات طرحتها شركة إيجاس المصرية في 2022، إذ منحت حقوق الاستكشاف والإنتاج بالمنطقة "EGY-MED-E8" شرق بورسعيد إلى تحالف دولي مكون من قطر للطاقة بحصّة 33%، وشركة إيني الإيطالية (المشغّل) بنسبة 34%، وشركة بي بي البريطانية بحصّة 33%.

ويأتي ذلك مع وجود الشركة في مناطق أخرى بمصر منها المنطقتان الاستكشافيتان 3 و4 في البحر الأحمر، ومنطقة شمال مراقيا في البحر المتوسط.

استحواذ في لبنان

شهد مطلع عام 2023 استحواذ قطر للطاقة على 30% من حقوق الاستكشاف في منطقتين بحريتين في المياه اللبنانية، ضمن اتفاقيات موقَّعة مع الحكومة وشركتي توتال إنرجي وإيني الإيطالية.

جاء ذلك بعد توصُّل لبنان إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في 2022؛ الأمر الذي فتح الباب أمام البلاد لجذب شركات النفط العالمية، للبحث في مناطق الامتياز التابعة لها.

وتضمنت الاتفاقيات حصول قطر للطاقة على حصة 30% في المنطقتين 4 و9، ليكون أول نشاط استكشافي لقطر للطاقة في لبنان، في حين تبلغ حصة توتال إنرجي (المشغّل) وإيني 35% لكل منهما.

وتقع المنطقة رقم 9 على مسافة 80 كيلومترًا قبالة السواحل الجنوبية للبنان وفي مياه يبلغ عمقها 1700 متر، بينما تبلغ مساحة المنطقة 4 نحو 1911 كيلومترًا مربعًا، وتقع في مياه يبلغ عمقها 1500 متر.​

وبحسب آخر البيانات المتاحة قبل الاضطرابات والحرب الأخيرة في الشرق الأوسط، جاءت أعمال التنقيب عن الغاز في لبنان ضمن المربع 9 البحري مخيّبة للآمال، مع عدم وجود أيّ اكتشافات ذات جدوى تجارية.

المشاركة في زيادة إنتاج الغاز العراقي

في سياق آخر، تسهم قطر للطاقة في مشروع الغاز المتكامل العراقي بعد تملُّكها حصة تصل إلى 25%، وهو المشروع الذي يهدف إلى تطوير موارد الغاز الطبيعي في بغداد.

ويتكون تحالف المشروع من شركة نفط البصرة بحصّة 30%، وشركة توتال إنرجي (المشغّل) بنسبة 45%، وقطر للطاقة بحصّة 25%.

وتبلغ استثمارات مشروع الغاز المتكامل نحو 10 مليارات دولار، ويهدف إلى تصميم وإنشاء مرافق لاستعادة كميات كبيرة من الغاز الذي كان يُحرق سابقًا في منطقة البصرة، وتزويد محطات توليد الكهرباء به.

كما يتضمن بناء منظومة متكاملة لمعالجة وتوزيع مياه البحر لحقنها في المكامن النفطية للحفاظ على الضغط في تلك المكامن.

التنقيب في سواحل موريتانيا

في 2023، دخلت قطر للطاقة قطاع الاستكشاف البحري قبالة موريتانيا بعد استحواذها على حصة تبلغ 40% بموجب اتفاقية موقّعة مع شركة شل، لتعزز من وجودها في الدول العربية والأفريقية.
​
وتضمنت الاتفاقية استحواذ الشركة على حصة 40% في المنطقة "سي 10" البحرية الموريتانية، في حين تتوزع الحصة المتبقية على شركة شل (المشغل) بنسبة 50%، والشركة الموريتانية للمحروقات نسبة 10%.

يُذكر أن المنطقة تبعد نحو 50 كيلومترًا عن سواحل موريتانيا في مياه تتراوح أعماقها بين 50 و2000 متر.

قطر للطاقة تعزز استثماراتها عالميًا

توسعت قطر للطاقة -كذلك- في قطاع استكشاف وإنتاج النفط والغاز الدولي، وآخرها حصولها على رخصة تنقيب واستكشاف بحري بمنطقة نزومبو الواقعة في جمهورية الكونغو.

وتضمنت الاتفاقية الموقّعة مع الحكومة الكونغولية استحواذ قطر للطاقة على حصة مشاركة 35% في المنطقة، وتتوزع الحصة المتبقية بين شركة توتال إنرجي (المشغّل) بنسبة 50%، والشركة الوطنية للنفط في الكونغو بنسبة 15%.

وفي الوقت نفسه، اتجهت البلاد إلى تعزيز وجودها في ناميبيا، فقد استحوذت أواخر العام الماضي على حصة من رخصة التنقيب عن النفط بمنطقة بحرية واقعة قبالة سواحل جمهورية ناميبيا.

وبموجب الاتفاقية، تحصل قطر للطاقة على حصة 27.5%، وتتوزع الحصة المتبقية على شركة هارماتان بنسبة 52.5%، وشركة تراغو للطاقة المحدودة وشركة البترول الوطنية الناميبية "نامكور" بحصّة 10% لكل منهما.

وسبق ذلك استحواذ الشركة القطرية على حصة إضافية تبلغ 5.25% و 4.695% في منطقتين واقعتين بحوض أورانج قبالة سواحل جمهورية ناميبيا، بناءً على اتفاقية موقّعة مع شركة توتال إنرجي، وهو ما يرفع حصّتها في رخصتَي الاستكشاف.

وفي جنوب أفريقيا، استحوذت قطر للطاقة العام الماضي على حصة 24% من منطقة الاستكشاف البحرية 3B/4B، بناءً على اتفاقية موقّعة مع شركة توتال إنرجي ومؤسسة نفط أفريقيا وشركة ريكوكيور (Ricocure)، وشركة إيكو أتلانتيك (Eco Atlantic Oil & Gas).

فضلًا عمّا سبق، تستثمر قطر للطاقة في دول أخرى مثل البرازيل وكندا وموريتانيا وجمهورية سورينام وغيرها، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..