أخبار عاجلة
تعرف على المنتخبات المتأهلة لكأس العالم 2026 -

شحنة روسية ثانية من الغاز الطبيعي المسال تصل إلى الصين وسط العقوبات الأمريكية

شحنة روسية ثانية من الغاز الطبيعي المسال تصل إلى الصين وسط العقوبات الأمريكية
شحنة روسية ثانية من الغاز الطبيعي المسال تصل إلى الصين وسط العقوبات الأمريكية

استقبلت الصين، اليوم السبت، ناقلة الغاز الطبيعي المسال الروسية الثانية خلال أقل من أسبوعين، في إشارة واضحة إلى تنامي التعاون بين بكين وموسكو في مجال الطاقة رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الغاز الروسي.

ووفقًا لما نقلته وكالة “بلومبرج”، فإن الناقلة التي تحمل اسم "فوسخود" رست في محطة استيراد الغاز بمدينة بِيهاي جنوب الصين، وهي محمّلة بشحنة من مشروع "آركتيك للغاز الطبيعي المسال 2" الذي يعد أحد أبرز المشروعات الروسية الجديدة في القطب الشمالي. وتأتي هذه الشحنة بعد وصول ناقلة أخرى من نفس المشروع إلى الصين أواخر أغسطس الماضي، في خطوة تعكس إصرار بكين على تعزيز وارداتها من الغاز الروسي رغم الضغوط الغربية.

مشروع "آركتيك 2" واجه منذ انطلاقه تحديات كبرى في إيجاد مشترين دوليين، وذلك بعد أن أدرجته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على القائمة السوداء في عام 2023، ضمن حزمة من العقوبات الهادفة إلى تقييد عائدات موسكو من صادرات الطاقة. ومع ذلك، تمكنت روسيا من فتح قنوات توريد مباشرة إلى الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، ما أتاح لها متنفسًا مهمًا في ظل تراجع الطلب الأوروبي.

وتشير بيانات تتبع السفن التي استعرضتها “بلومبرج” إلى أن هناك ثلاث ناقلات أخرى من المشروع في طريقها إلى الصين، وهو ما يعزز من احتمالات تدفق إمدادات منتظمة من الغاز الروسي إلى السوق الصينية خلال الأشهر المقبلة. إلا أن الخبراء يرون أن شحنات إضافية قد تواجه تأخيرًا بسبب تراكم الجليد على طول "طريق البحر الشمالي"، وهو المسار الأقصر نحو آسيا لكنه يتطلب ناقلات متخصصة قادرة على كسر الجليد.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه مؤشرات التحالف الاستراتيجي بين موسكو وبكين في مجالات الطاقة والغاز الطبيعي تحديدًا. فقد وقّع البلدان في أواخر أغسطس سلسلة من الاتفاقيات الخاصة بخطوط أنابيب الغاز الجديدة، مما يعزز خططهما للابتعاد عن الأسواق الغربية وبناء منظومة بديلة لتجارة الطاقة تعتمد على آسيا.

من جانبها، ترى بكين في واردات الغاز الروسي فرصة لتعزيز أمنها الطاقوي في ظل تقلبات أسعار الطاقة العالمية، وكذلك لتقليل اعتمادها على الموردين الغربيين. أما موسكو، فترى في السوق الصينية منفذًا حيويًا لتعويض خسائرها في أوروبا، بعد أن كانت الأخيرة المستورد الأكبر للغاز الروسي قبل اندلاع الحرب الأوكرانية وما تبعها من عقوبات غربية مشددة.

ويؤكد محللون أن استمرار تدفق الشحنات الروسية إلى الصين يعكس اتجاهًا طويل الأمد نحو إعادة رسم خريطة تجارة الطاقة عالميًا، حيث باتت روسيا تميل أكثر نحو آسيا، بينما تسعى أوروبا إلى تنويع مصادرها بعيدًا عن الغاز الروسي. كما أن لجوء موسكو إلى البحر الشمالي كمسار تصديري بديل قد يمنحها ميزة تنافسية مستقبلية إذا ما استُثمر في تطوير البنية التحتية الملاحية القادرة على مواجهة ظروف القطب الشمالي القاسية.

في المقابل، لا يُستبعد أن تواجه الصين ضغوطًا أمريكية إضافية بسبب استمرارها في استقبال الشحنات الروسية، إلا أن مراقبين يرون أن بكين قادرة على الموازنة بين مصالحها الاستراتيجية مع موسكو وعلاقاتها التجارية الواسعة مع الغرب.

بهذا، يبدو أن وصول الشحنة الثانية من الغاز الروسي إلى الصين ليس مجرد صفقة تجارية، بل هو مؤشر على تحولات جيوسياسية عميقة تعيد تشكيل موازين القوى في سوق الطاقة العالمي.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. سعر الدولار اليوم في البنوك المصرية وأبرز التحركات اللحظية
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"