أخبار عاجلة

مليون برميل من النفط الإماراتي إلى الهند.. نيودلهي تتحول بعيدًا عن الخام الأميركي

مليون برميل من النفط الإماراتي إلى الهند.. نيودلهي تتحول بعيدًا عن الخام الأميركي
مليون برميل من النفط الإماراتي إلى الهند.. نيودلهي تتحول بعيدًا عن الخام الأميركي

شهدت الهند تحولًا لافتًا في خريطة مشترياتها من النفط خلال الأيام الأخيرة، بعدما قررت "إنديان أويل"، أكبر شركة تكرير في البلاد، الاستغناء عن الخام الأميركي في أحدث مناقصة لها، متجهة بدلًا من ذلك إلى نيجيريا والإمارات.

ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الجمعة 5 سبتمبر/أيلول 2025، اشترت شركة إنديان أويل مليوني برميل من الخام النيجيري عبر شركة توتال إنرجي، موزعةً بين خامي "أغبامي" و"أوسان".

وبالإضافة إلى الشحنة الأولى من خام "داس" التابع لأبوظبي، المُتعاقد عليها في أغسطس/آب الماضي، شملت صفقة إنديان أويل مليون برميل إضافية من النفط الإماراتي، من شركة "شل"؛ ما يعكس تنامي اعتماد نيودلهي على الخام الإماراتي في هذه المرحلة.

وبحسب البيانات، سيصل الخام الإماراتي مباشرة إلى المواني الهندية خلال المدة بين أواخر أكتوبر/تشرين الأول وأوائل نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين، في حين جرى التعاقد مع الموردين وفق صيغة التسليم على ظهر السفينة بالنسبة للشحنات النيجيرية.

اللافت في الأمر، أن الخطوة جاءت بعد أسبوع واحد فقط من شراء "إنديان أويل" 5 ملايين برميل من خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في مناقصة سابقة؛ ما يشير إلى تغير سريع في إستراتيجيتها الشرائية.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة، كانت المصافي الهندية قد زادت مشترياتها من الخام الأميركي مستفيدةً من فرص المراجحة، وهو ما ساعد أيضًا في خفض العجز التجاري الكبير مع الولايات المتحدة.

لكن استمرار التوترات التجارية بين واشنطن ونيودلهي، ولا سيما بعد أن ضاعفت الإدارة الأميركية الرسوم الجمركية على بعض الواردات الهندية إلى 50%، بذريعة اعتماد الأخيرة المتزايد على النفط الروسي، دفع الشركة إلى إعادة حساباتها بشأن تنويع مصادر التوريد.

واردات الهند من النفط الإماراتي

في خطوة لافتة بالأسواق النفطية، اتجهت واردات الهند من النفط الإماراتي إلى مسار تصاعدي، مع شحن مليون برميل إضافية من خام أبوظبي إلى نيودلهي، خلال وقت تتراجع فيه مشتريات المصافي الهندية من الخام الأميركي.

ففي 4 أغسطس/آب 2025، كانت البلاد قد اشترت 7 ملايين برميل من الخام، معظمها من النفط الأميركي، إضافة إلى خام كندي وآخر إماراتي من نوع "داس"، وذلك خلال وقت علّقت فيه مصافيها العامة مشتريات النفط الروسي وسط ضغوط أميركية متزايدة.

واشترت نيودلهي حينها 4.5 مليون برميل من الخام الأميركي تسليم سبتمبر/أيلول، و500 ألف برميل من كندا، ومليوني برميل من الإمارات، بحسب بيانات طالعَتها منصة الطاقة.

وقد عُدّت تلك الكمية الكبيرة إشارة إلى أن نيودلهي ربما تخضع لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي كان قد لوّح بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% إذا لم تتوقف عن شراء النفط الروسي.

محطة وقود تابعة لشركة إنديان أويل الهندية
محطة وقود تابعة لشركة إنديان أويل الهندية - الصورة من "رويترز"

خلفيات الضغط الأميركي

تُعَد نيودلهي أكبر مستورد للخام الروسي بمتوسط بلغ 1.8 مليون برميل يوميًا العام الماضي، تليها بكين وأنقرة.

ورغم الضغوط الأميركية؛ فقد رجّح محللون في مؤسسة "إس آند بي غلوبال كوميديتس" أن يظل تراجع واردات الخام الروسي بطيئًا؛ لأن عقود التوريد طويلة الأجل ولا يمكن إلغاؤها بسهولة.

غير أن تزايد التعقيدات الدولية، ولا سيما بعد فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة شملت شركة "نايارا إنرجي" الهندية -التي تمتلك "روسنفط" الروسية حصة الأغلبية فيها- زاد من الضغوط على نيودلهي.

وقد دفع ذلك بعض المصافي إلى إعادة ترتيب أولوياتها الشرائية؛ ما انعكس في التحول الأخير نحو الخام الإماراتي والنيجيري.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية في البيت الأبيض
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقّع أوامر تنفيذية في البيت الأبيض - الصورة من CNN

تعرفة ترمب الجمركية

في موازاة ذلك، مثّلت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بفرض تعرفة جمركية 50% على الواردات الهندية، بعد تعرفة سابقة بنسبة 25%، ذروة التصعيد الاقتصادي بين البلدين.

ووفقًا لما أوضحه خبير اقتصادات الطاقة مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي؛ فإن هذه الإجراءات تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز حسابات السوق.

وقال الحجي إن الاتهامات الموجهة إلى نيودلهي بإعادة تصدير النفط الروسي إلى أوروبا مبالغ فيها، مؤكدًا أن البيانات الرسمية تُظهر أن حجم صادرات المنتجات النفطية الهندية لم يتغير جوهريًا قبل حرب أوكرانيا وبعدها، وأن التغيير الأساسي كان في وجهة الشحنات، التي تحوّلت من آسيا إلى أوروبا.

صادرات النفط الروسي إلى الهند

الخلاصة..

تُظهر صفقات "إنديان أويل" الأخيرة أن واردات الهند من النفط الإماراتي تشهد تناميًا ملحوظًا، إذ لا تزال نيودلهي تبحث عن أفضل البدائل بين الولايات المتحدة وروسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.

كما تُظهر التطورات الأخيرة أن نيودلهي لا تزال في قلب المعادلة الجيوسياسية لأسواق النفط العالمية، بين ضغوط أميركية متصاعدة، وحاجة ملحّة لتأمين احتياجاتها من الطاقة بأقل التكاليف الممكنة.

ويمنح التنافس بين الموردين من الولايات المتحدة وروسيا والشرق الأوسط وأفريقيا نيودلهي مساحة للمناورة، لكنها تبقى مكبّلة بعوامل سياسية وتجارية متشابكة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات: الحروب والسياسات الانتقامية سبب انكماش التجارة العالمية
التالى طبيب غدد صماء يحدد أعراض فقر الدم: كيف نعالجه؟