القديس ملاخي النبى.. تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار نياحة النبي العظيم ملاخي، آخر أنبياء العهد القديم، في 30 مسرى، الموافق 5 سبتمبر عام 2025. يُعتبر ملاخي واحدًا من الأنبياء الإثني عشر الصغار، ويعني اسمه “رسولي” باللغة العبرية. تميّز هذا النبي بأنه ختام العهد القديم، حيث جاءت نبواته لتُغلق مرحلة الأنبياء في ذلك العهد.

نبذه عن القديس ملاخي النبى
المعلومات المتوفرة عنه مستمدة فقط من سفره. وعلى الرغم من وجود آراء تشير إلى أن “ملاخي” قد يكون لقبًا لكاتب آخر مثل عزرا، أو ربما لقبًا لنبي مجهول، إلا أن النصوص توضح أنه كان نبيًا مستقلًا يُدعى ملاخي وليس مجرد لقب. كُتب سفره في فترة لم يكن فيها ملك لليهود، بل كانوا تحت حكم ملوك فارس غالبًا. ويُعتقد أن ملاخي جاء بعد حجي وزكريا، من حيث الترتيب التاريخي.
عاش القديس ملاخي النبى بعد السبي البابلي وبعد إعادة بناء الهيكل بقيادة حجي وزكريا، ويُفترض أنه كان معاصرًا لنحميا في حوالي عام 433 ق.م. تمحورت
نبواته حول توبيخ الشعب بسبب تراخيهم في عبادة الله وانتقاد زيجاتهم بأمم غريبة. كما نبّأ بعقاب قادم نتيجة لهذه الأفعال، وختم رسالته بالإشارة إلى مجيء المسيح وظهور إيليا كرمز يوحنا المعمدان. قال في نبوته إن اسمه عظيم بين الأمم، من مشارق الشمس إلى مغاربها، وفي كل مكان تُقدم لاسمه بخور وتقدمة طاهرة لأن اسمه يحظى بعظمة بين الشعوب.

القديس ملاخى النبى عن ظهور يوحنا المعمدان
وبخ ملاخي أيضًا الشعب على تقصيرهم في تقديم العشور والبكور، ودعاهم إلى التوبة ليحصلوا على بركات السماء: “هاتوا جميع العشور إلى الخزانة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات وأفيض عليكم بركة”.
أوضح القديس ملاخى النبى أيضاً عن ظهور يوحنا المعمدان قائلاً: ها أناذا أرسل رسولي ليُهيئ الطريق أمامي، وسيأتي فجأة إلى هيكله السيد الذي تترقبونه، ورسول العهد الذي تسعدون به.
بعد حياة مليئة بالخدمة الأمينة والمرضية لله، انتقل النبي ملاخي بسلام إلى الرب. نسأل الله أن تمتد بركات صلواته لترافقنا وتعضدنا دائمًا. آمين.
