في خطوة جديدة لدعم منشئي المحتوى، أعلن تطبيق إنستجرام عن إطلاق مجموعة من الأدوات المتطورة لإدارة البريد الوارد، تستهدف تحديدًا الحسابات الكبيرة التي تضم أكثر من 100 ألف متابع.
ويأتي هذا التحديث استجابةً لحاجة المؤثرين والمبدعين الذين يتلقون يوميًا مئات وربما آلاف الرسائل، مما يجعل متابعة الطلبات والمراسلات المهمة تحديًا يوميًا.
الأدوات الجديدة توفر فلاتر متعددة الاختيارات تسمح بفرز الرسائل بشكل أسرع وأكثر دقة. فبدلًا من ضياع المراسلات المهمة بين عشرات الرسائل العشوائية أو الإعلانية، يمكن للمستخدمين تحديد أولوياتهم وفق معايير مخصصة، مثل رسائل التعاون أو استفسارات المعجبين أو الرسائل التجارية. وتؤكد الشركة أن هذه الميزة تمنح المؤثرين مرونة كاملة، حيث يمكنهم إضافة أو تعديل أو إزالة الفلاتر بحسب احتياجاتهم المتغيرة.
مجلدات مخصصة للاستخدام الذكي
من بين أبرز الإضافات خيار إنشاء اختصارات مخصصة تمنح الأولوية للمجلدات الأكثر استخدامًا. على سبيل المثال، يستطيع المؤثر إنشاء مجلد مخصص للتعاونات التجارية، وآخر للأسئلة الشائعة من المتابعين، ومجلد ثالث للرسائل ذات الطابع الشخصي. ليس ذلك فحسب، بل يمكن إعادة ترتيب هذه المجلدات بسهولة لتتناسب مع نوعية الرسائل الأكثر شيوعًا، مما يجعل تصفح البريد الوارد أكثر سلاسة وتنظيمًا.
وقالت إنستغرام في بيان رسمي إن هذه التحديثات تهدف إلى تمكين المبدعين من "استكشاف إبداعاتهم بحرية، مع بناء سير عمل يناسبهم على النحو الأمثل". ويعكس هذا التوجه تركيز الشركة على تحسين بيئة العمل الرقمية للمؤثرين، خاصة وأنهم يمثلون عنصرًا محوريًا في الحفاظ على شعبية المنصة ونموها المستمر.
ميزة حصرية للحسابات الكبرى
من الجدير بالذكر أن هذه الأدوات لن تكون متاحة لجميع المستخدمين. فقد أكدت الشركة أنها مخصصة للمؤثرين البارزين الذين يمتلكون أكثر من 100 ألف متابع، بالإضافة إلى الحسابات الاحترافية. أما المستخدمون العاديون فسيواصلون الاعتماد على صندوق الوارد التقليدي دون تغييرات جوهرية.
ومع ذلك، لم ينسَ إنستجرام بقية مستخدميه، إذ طرح في الأسابيع الماضية مجموعة من الميزات العامة، أبرزها خريطة جديدة تسمح بتتبع أماكن تواجد الأصدقاء، وهي ميزة أثارت جدلاً واسعًا بشأن الخصوصية. كما وفّر البرنامج أداة لإعادة ضبط توصيات المنصة، تمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في نوعية المحتوى الذي يظهر لهم.
خطوة لتعزيز تجربة المؤثرين
يُنظر إلى هذه التحديثات على أنها جزء من استراتيجية أوسع لإنستجرام للحفاظ على مكانته بين منصات التواصل الاجتماعي المنافسة مثل TikTok وYouTube. فالمؤثرون يشكّلون حجر الزاوية في صناعة المحتوى، وهم من يجذبون ملايين المستخدمين ويحددون اتجاهات السوق. ومع تزايد اعتماد العلامات التجارية على المؤثرين للتسويق الرقمي، أصبحت إدارة الرسائل وتنظيمها أداة حيوية لتسهيل التعاونات التجارية وحماية وقت المبدعين.
كما أن إتاحة هذه الأدوات تسهم في تعزيز كفاءة التواصل بين المؤثرين والجمهور والشركات، وتمنحهم القدرة على الاستفادة من كل رسالة تصلهم، بدلًا من فقدان فرص مهمة وسط فوضى البريد الوارد.
مستقبل إدارة التواصل على المنصة
يرى خبراء التواصل الرقمي أن هذه الخطوة تمثل بداية لتطوير شامل في أنظمة إدارة الرسائل على إنستجرام، وقد تمتد لاحقًا لتشمل حسابات أصغر أو أنواعًا مختلفة من الحسابات التجارية. ومع المنافسة الشرسة بين المنصات الاجتماعية، من المرجح أن يستمر التطبيق في تقديم أدوات أكثر تقدمًا توازن بين سهولة الاستخدام والحفاظ على خصوصية المستخدمين.
في النهاية، تؤكد هذه التحديثات أن إنستجرام يسعى بجدية إلى تعزيز مكانته كمنصة رئيسية للمؤثرين، من خلال توفير أدوات عملية تجعل إدارة التواصل أكثر بساطة وفعالية، وهو ما يعكس اهتمام الشركة ببناء بيئة أكثر احترافية تناسب احتياجات صناعة المحتوى الرقمي المتسارعة.
