في واحدة من أكبر الضربات الموجهة لشبكات القرصنة الرقمية حول العالم، أعلنت وزرة الداخلية عن إغلاق موقع Streameast، الذي يُعد الأشهر عالميًا في بث الأحداث الرياضية بشكل غير قانوني.
الموقع الذي كان ملاذًا لعشاق الرياضة حول العالم، حقق خلال عام واحد فقط أكثر من 1.6 مليار زيارة، بمتوسط 136 مليون زيارة شهريًا، مقدّمًا محتوى مجانيًا يشمل البطولات الكبرى مثل الدوري الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا، مباريات NBA وغيرها من الفعاليات التي تدر مليارات الدولارات على قنوات البث الرسمية.
لكن الحلم انتهى سريعًا في حينما داهمت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية شقة سكنية في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، وألقت القبض على شخصين يُشتبه في إدارتهما للشبكة التي تحولت إلى إمبراطورية رقمية تُدار من داخل مصر.
Streameast.. إمبراطورية غير شرعية على الإنترنت
بدأ Streameast كواحد من المواقع المجهولة في عالم البث غير القانوني، لكنه سرعان ما تحول إلى شبكة عالمية تضم أكثر من 80 نطاقًا، موزعة بطريقة تجعل من الصعب ملاحقته أو حجبه.
اعتمد الموقع على تلبية رغبة الملايين حول العالم في الحصول على بث مجاني عالي الجودة لأهم المباريات، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الاشتراكات الرسمية.
الأرقام التي تحققت عبر هذه الشبكة تكشف حجم الجريمة:
1.6 مليار زيارة خلال عام 2024 فقط.
136 مليون زيارة شهريًا بمتوسط عالمي.
ملايين المشاهدين من أوروبا، أمريكا، آسيا والشرق الأوسط.
كيف كان يعمل الموقع؟
لم يكن Streameast مجرد موقع عادي، بل شبكة معقدة:
1. توزيع النطاقات: استخدام عشرات النطاقات البديلة، بحيث إذا تم حجب نطاق يظهر آخر فورًا.
2. الإعلانات الموجهة: الاعتماد على شركات إعلانات رقمية دولية تُدر عوائد بملايين الدولارات.
3. تقنيات الإخفاء: استخدام خوادم VPN وبروكسي لحماية هوية المشغلين.
4. غسيل الأموال: تحويل العوائد عبر شركات وهمية في الخارج، بعضها في الإمارات، ثم استثمارها في العقارات داخل مصر، بالإضافة إلى تحويلات بالعملات المشفرة.
لحظة السقوط: عملية الشيخ زايد
في 24 أغسطس، داهمت قوة أمنية خاة من وزرة الداخلية شقة سكنية في مدينة الشيخ زايد.
العملية أسفرت عن:
القبض على شخصين يعتقد أنهما العقل المدبر وراء الشبكة.
ضبط أجهزة حاسوب محمولة وهواتف تحتوي على بيانات الشبكة.
مصادرة مبالغ مالية وبطاقات ائتمان.
تتبع تحويلات مالية مرتبطة بعمليات غسيل أموال تجاوزت 6 ملايين دولار.
وبعد عشرة أيام، في 3 سبتمبر 2025، صدر الإعلان الرسمي عن إيقاف موقع Streameast نهائيًا، مع تحويل جميع نطاقاته إلى صفحة تابعة لـACE تحث الجماهير على المشاهدة القانونية.
مصر في قلب الحدث
اللافت في القصة أن مصر كانت مركزًا لإدارة أكبر موقع قرصنة رياضية عالميًا.
قصة Streameast ليست مجرد حكاية موقع يُغلق، بل نموذج لكيف تحولت القرصنة الرقمية إلى صناعة ضخمة تدر ملايين الدولارات، وكيف يمكن أن تسقط إمبراطورية رقمية عالمية من شقة في مدينة مصرية.
هي أيضًا رسالة مزدوجة:
إغلاق Streameast يمثل محطة فارقة في معركة القرصنة الرقمية.
الأكيد أن سقوط الشبكة العالمية من قلب القاهرة سيظل قصة تُروى طويلًا، ويعيد رسم خريطة المواجهة بين القانون والجريمة المنظمة في الفضاء الرقمي.
