أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن الحروب الكبرى لا تنشأ بقرار ولا إرادة أو تخطيط مسبق.
وقال رشوان في مقابلة مع برنامج "استراتيجيا" المذاع على قناة "المشهد": "آخر حرب تقليدية شهدتها المنطقة كانت الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003، وهي حرب نظامية دولية، ومنذ ذلك الوقت غابت الحروب النظامية التي تخوضها الدول، وحلّت محلها الحروب غير المتناظرة".
وأضاف: "لقد أصبحت هذه الحروب هي السائدة في المنطقة بأكملها ومؤخرًا رأينا مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، بينما في الشرق الأوسط لم نشهد أي حرب نظامية منذ عام 2003، أي منذ اثنين وعشرين عامًا".
وتابع: "الحروب التي تلت ذلك كانت بين المجموعات والتنظيمات المسلحة، حتى جاءت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة فكسرت قليلًا هذا النمط مع تدخلات وقصف أمريكي إسرائيل لا ترى في المنطقة جيشًا نظاميًا يمكنه إدارة حرب مباشرة معها سوى الجيش المصري أما بقية دول المنطقة فحالها معروف سوريا غارقة في أزماتها، ولبنان وضعه مستقر على حاله منذ زمن، والأردن يتجنب الحروب ولا يرغب فيها أما مصر فهي لا تحب الحروب لكنها جاهزة لها".
وأكمل: "الحرب النظامية في عقل اليمين الإسرائيلي – وهو يمين غير آمن وغير مؤتمن – هي حرب خلاصتها رقم بسيط مرتبط بالجغرافيا فالمسافة بين العريش وتل أبيب مئة كيلومتر فقط، والحدود المصرية الإسرائيلية تمتد 240 كيلومترًا، منها 14 كيلومترًا مع غزة، والباقي حتى إيلات المسافة بين إيلات والحدود المصرية لا تتجاوز مئتي متر، وإيلات الآن تضم كل النازحين من غلاف غزة ومن الشمال هذه الجغرافيا أساسية في الحروب، وهي التي تحكم كثيرًا من القرارات".
وذكر: "فلسطين التاريخية كلها، بما فيها الضفة وغزة، تبلغ مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع، بينما سيناء وحدها مساحتها 66 ألف كيلومتر مربع عمق إسرائيل من البحر إلى النهر لا يتجاوز عشرات الكيلومترات، بينما عمق مصر شمالًا يصل إلى ألف ومئتي كيلومتر هذه الفوارق الجغرافية تؤثر على القدرة على الصمود وتحمل الخسائر، وهي من أبرز المحددات في قرار الحرب".