تقرر تمديد عمل محطتَيْن للطاقة النووية في المملكة المتحدة تزوّدان 4 ملايين منزل بالكهرباء، وتوفّران وظائف لـ1000 شخص؛ بفضل التطورات الحديثة في القطاع.
واتخذت القرار شركة "إي دي إف" الفرنسية المملوكة للدولة، والمالكة لغالبية أسهم المحطتَيْن، وشريكتها بنسبة 20% شركة بريتش غاز المملوكة لـ"سنتريكا"، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت بريتش غاز نفسها قد كشفت عن خطط للاستثمار في المفاعلات النووية الصغيرة في المملكة المتحدة مؤخرًا، للاستفادة من الطلب على هذه التقنية.
وكشفت أنباء عن مفاوضات للشركة المالكة لبريتش غاز "سنتريكا" مع الحكومة على إبرام اتفاق يمكّنها من المشاركة في تطوير هذه المفاعلات، وهي الخطوة التي جاءت بعد اختيار شركة "رولز-رويس" لبناء أول مشروعات المفاعلات النووية الصغيرة في المملكة المتحدة.
كما ترغب الشركات في الاستفادة من الدعم الحكومي لمشروعات الطاقة النووية في المملكة المتحدة، إذ أعلن وزير الطاقة إد ميليباند، خلال يونيو/حزيران 2025، دعمًا بمليارات من الجنيهات الإسترلينية لمشروعات المفاعلات النووية الصغيرة في البلاد، التي ستكون جزءًا من "العصر الذهبي" للطاقة الذرية في البلاد، وفق قوله.
تفاصيل التمديد
تقرر تمديد عمل محطتَيْن للطاقة النووية في المملكة المتحدة، هما: "هيشام 1" و"هارتلبول"، لمدة عام، ما يعني أنهما ستعملان حتى عام 2028، ليصبح عمرهما 45 عامًا، إذ بدأ تشغيلهما عام 1983.
وكان من المقرر إيقاف تشغيل المحطتَيْن في 2014، لكن تكرر تأجيل الإغلاق؛ ما يعزّز أمن الطاقة في البلاد، وفق تعليق شركة سنتريكا التي تمتلك 20% منهما، إذ قالت: "هذا يعني أمنًا أكبر للطاقة في بريطانيا".
وتستهدف المملكة المتحدة تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الكهرباء بحلول عام 2030، بالإضافة إلى خفض الاعتماد على الغاز عامة، إذ يمثّل مصدرًا لنحو ثلث الكهرباء المولدة.
وقال المدير العام لشركة "إي دي إف" الفرنسية لنشاط الطاقة النووية، مارك هارتلي، إن تمديد عمل المحطتَيْن يضمن وظائف أكثر من 1000 شخص. كما يعزّز خطة المملكة المتحدة في مجال الطاقة النظيفة وقطاع الكهرباء.
وتتبنّى حكومة حزب العمال الحالية، بقيادة كير ستارمر، إستراتيجية للتحول السريع إلى الطاقة النظيفة. كما تعمل على وقف الاعتماد على مصادر الوقود التقليدي، بالإضافة إلى عدم منح تراخيص للبحث والتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني.
وأضاف: "عام آخر من عمل المحطتين اللتَيْن تزوّدان 4 ملايين منزل بالكهرباء، سيخفض الحاجة إلى استيراد الغاز".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، قررت الشركة الفرنسية تمديد عمل كل محطات الطاقة النووية الأربع التابعة لها في المملكة المتحدة، التي تُبرَّد بطاقة الغاز.
كما مُنحت محطتا "هيشام 1" و"هارتلبول" تمديدًا لمدة عام واحد، قبل إتمام مراحل التفتيش والسلامة المقررة في عام 2025.

ترحيب الرابطة الدولية
رحّبت رابطة الطاقة النووية الدولية بتمديد عمل محطتَيْن للطاقة النووية في المملكة المتحدة، إذ قال المدير التنفيذي توم غريتركس: "إن بناء مشروعات جديدة مع تمديد عمل القديمة يُسهم في تأمين كميات أكبر من الكهرباء النظيفة والموثوقة على المدى الطويل".
وكانت سنتريكا قد قررت مؤخرًا الاستثمار في محطة سيزويل سي، وهو مشروع ضخم تبلغ قيمته الاستثمارية 38 مليار جنيه إسترليني (50.9 مليار دولار أميركي).
(الجنيه الإسترليني = 1.34 دولارًا أميركيًا).
وهذا المشروع الذي تُسهم فيه شركات أجنبية عديدة، سيوفّر طاقة تكفي 6 ملايين منزل لمدة لا تقل عن 60 عامًا بمجرد الانتهاء منه، إذ من المرتقب أن يوفر 3.2 غيغاواط.
وعلّق المدير التنفيذي لـ"سنتريكا" عقب الاستحواذ على الحصة في المشروع، قائلًا: "المملكة المتحدة تحتاج إلى مزيد من مشروعات الطاقة الموثوقة والنظيفة، وسيزويل سي سيقدّم دعمًا مهمًا لنظام الطاقة في البلاد لمدة عقود مُقبلة".
وجاء هذا الزخم والتحفيز الحكومي والإقبال الاستثماري، رغم أن هذا المشروع واجه احتجاجات من مجموعات ضغط ونشطاء بيئيين، زاعمين أنه سيكون له تأثير مدمر في سوفولك وساحلها الغني بالحياة البرية.
وأعلنت الشركة الفرنسية الأسبوع الماضي فرصة لتمديد عمل محطة مجاورة وهي سيزويل بي، لمدة 20 عامًا من تاريخ انتهاء عملها في 2035 إلى 2055، وكانت قد بدأت العمل في 1995.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
إي دي إف تمدد عمل محطتي طاقة نووية في المملكة المتحدة.. تؤمّن وظائف 1000 شخص، من الغارديان.