شهد أقوى توربين رياح بحرية في العالم خطوة جديدة، إذ بدأت الشركة المطورة تركيبه وتثبيته في موقع اختبار، بعدما أُزيح الستار عن مواصفات قياسية للقدرة والشفرات.
وكانت شركة دونغفانغ إلكتريك (Dongfang Electric) الصينية قد كشفت -في أكتوبر/تشرين الأول 2024- خروج التوربين بمواصفات فائقة من خط الإنتاج.
ويقترب التوربين خطوات من التشغيل الدائم، فور اجتيازه مرحلة التجريب والاختبار الحالية في منشأة بمقاطعة شاندونغ، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وتتوسع الصين في ابتكار تقنيات ومعدّات طاقة الرياح البحرية، ما يجعلها في صدارة المنافسة العالمية للصناعة مقارنة بشركات رائدة أوروبية وأميركية.
مواصفات أقوى توربين رياح بحرية في العالم
اشتهر أقوى توربين رياح بحرية في العالم -الخاضع للتجريب حاليًا- بمواصفات جاذبة للاهتمام، منها:
- القدرة والإنتاج:
تصل قدرة توربين "دونغفانغ" الحديث إلى 26 ميغاواط، وينتج 62 كيلوواط/ساعة في كل دورة للشفرات.
وعند سرعة رياح تبلغ 10 متر/ثانية، يصل إنتاج التوربين إلى 100 غيغاواط/ساعة سنويًا، ما يكفي لتزويد 55 ألف منزل بالكهرباء النظيفة.
وأنتجت الشركة إصدارات مختلفة من التوربين تتراوح قدرتها بين 20 و26 ميغاواط، لتغطي التطبيقات المختلفة.

- شفرات قياسية
تسجل شفرات أقوى توربين رياح بحرية في العالم أرقامًا قياسية، إذ يصل طولها إلى 153 مترًا، ويُقدَّر قطر دورانها بنحو 310 أمتار.
وبذلك تغطي الشفرات مساحة رياح تصل إلى 77 ألف مترًا مربعًا، متفوقة بما يزيد على 3 أضعاف مساحة ملعب ملبورن للكريكيت الشهير في أستراليا.
- المكونات والمعدّات
يعمل التوربين -الذي يضم ما يزيد على 30 ألف جزء وقطعة غيار- بتقنيات الجيل الثالث، وأسّسته الشركة الصينية على مبادئ التكامل والدمج بين أعمدة الربط والمولد.
أمّا الهيكل، فهو محكم بالقدر الكافي لمنع التداعيات المترتبة على الرذاذ الملحي لمياه البحار والمحيطات وإمكان تسبُّبها في التآكل.
وزوّدت شركة "دونغفانغ" توربينها بنظام تبريد مزدوج من الداخل والخارج.
وعززت الشركة الشفرات والمكونات الخارجية لأقوى توربين رياح بحرية في العالم بالقدرة على مقاومة الأعاصير.
تقنيات الرياح البحرية
لا تقتصر مزايا التوربين الصيني الأحدث على المواصفات القياسية السابق ذكرها، بل قدَّم أيضًا نموذجًا للتغلب على تحديات الإصدارات المماثلة.
ويظهر ذلك في تصميم شفرات التوربين، إذ تجاوز عثرات الإجهاد والضغط الذي كان يعاني منه هيكلها نتيجة التفاعل مع الهواء، فضلًا عن كفاءتها العالية وموثوقيتها رغم طولها، ما يضمن إنتاجًا أعلى وعمرًا تشغيليًا أطول.
وكانت 3 شفرات فائقة الطول، وبوزن 83.5 طنًا، قد شُحنت إلى موقع قاعدة الاختبار مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، بعد إتمام اختبار حمل الشفرات في مايو/أيّار.
كما استقبل موقع الاختبار في مقاطعة شاندونغ أثقل وحدة محرك توربين في العالم، بوزن يصل إلى 500 طن.
وبالإضافة لذلك، فإن نظام الدفع يعزز الإنتاج الإجمالي للكهرباء بمعدل أعلى بنحو 2% مقارنة بأنظمة التوربينات الأخرى، ما يؤدي إلى خفض تكلفة الاستثمار والتشغيل والصيانة وسعر الكهرباء، وفق ما نقله موقع رينيو إيكونومي عن متحدث للشركة.

منافسة صينية أوروبية
بهذه المواصفات والقدرات الفائقة، تقتنص شركة "دونغفانغ" الصينية لقب أقوى توربين رياح بحرية في العالم لصالحها، بعدما كانت تستحوذ عليه شركة سيمنس جاميسا لتوربينها المركب في الدنمارك بقدرة 21.5 ميغاواط، حسب موقع إلكتريك.
وعوَّل مطورو طاقة الرياح الأوروبية على توربين "سيمنس جاميسا" بوصفه "نقلة" على طريق السباق مع الشركات الصينية، إذ شهدت الصناعة تراجعًا في حجم التوربينات وقدرتها بالقارة العجوز.
ومع تسجيل الشركة الصينية تفوقًا على التقنيات الأوروبية، تنمو حدّة مخاوف مطوري الصناعة من الأضرار التي قد تلحق بالرياح البحرية من السباق العالمي لإنتاج توربينات أكبر.
وحذَّر خبراء وشركات ذات صلة من أن التوسع في إنتاج توربينات رياح بحرية بقدرة عالية يقيّد نمو الصناعة وانتشارها، طبقًا لما نقله موقع ريتشارج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: