مع بروز فرص جديدة للاستثمار في مجال تصنيع المعدات الكهربائية في مصر، بوصفه ركيزة أساسية لدعم خطط الدولة في الطاقة المتجددة، تترقّب القاهرة إضافة مهمة من الصين، مع مساعٍ لضخ استثمارات جديدة.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم السبت 30 أغسطس/آب (2025)، رئيس شركة "تي بي إي إيه" (TBEA) الصينية المتخصصة في هندسة الطاقة وتصنيع المعدات الكهربائية.
وناقش اللقاء -الذي انعقد على هامش مشاركة مدبولي في قمة منظمة "شنغهاي للتعاون بلس" بمدينة تيانجين- تعزيز التعاون الاستثماري بين الجانبَيْن، ونقل الخبرات الصينية إلى السوق المصرية، لا سيما في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وتصنيع المعدات الكهربائية في مصر.
وتشير التحركات الأخيرة إلى أن تصنيع المعدات الكهربائية في مصر قد يشهد طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استعداد الحكومة لتقديم حوافز إضافية لجذب الاستثمارات الصينية وتوسيع قاعدة التصنيع المحلي.
محور الشراكة مع الصين
قال رئيس الوزراء إن بلاده حريصة على توسيع الاستثمارات الصينية في السوق المصرية، لافتًا إلى أن تصنيع المعدات الكهربائية في مصر يمثّل أولوية في إطار خطط توطين الصناعات المتقدمة وتعزيز الاعتماد على الحلول المحلية.
وأشار مدبولي إلى أن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا خاصًا بمشروعات الطاقة الشمسية والرياح، موضحًا أن تصنيع المعدات الكهربائية في مصر يُعدّ عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهداف إستراتيجية الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
واستعرض اللقاء النجاحات التي حققتها الشركة الصينية في السوق المصرية من خلال مشاركتها في مشروعات كبرى، مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توريد محولات كهربائية إلى مشروعات متعددة في العوينات ودمياط.
ولفت رئيس الوزراء إلى استعداد الحكومة لشراء 2000 ميغاواط من الطاقة من الشركة الصينية، ضمن مقترح يشمل التصنيع والنقل والتخزين، وهو ما يفتح الباب أمام نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما أكد مدبولي أن الحكومة ستوفّر جميع الحوافز الممكنة لضمان نجاح هذه المشروعات، بما في ذلك تسهيلات مالية وضريبية، فضلًا عن الدعم اللوجستي، وذلك لتحفيز الشركات العالمية على الاستثمار في تصنيع المعدات الكهربائية في مصر.
من جانبه، رحّب رئيس شركة "تي بي إي إيه" بالمقترحات الحكومية، مؤكدًا أن الشركة تمتلك إمكانات مالية ضخمة تتجاوز أصولها 4 مليارات دولار، وأنها قادرة على دعم تصنيع المعدات الكهربائية في مصر عبر شراكات طويلة الأجل.
وشددت الشركة على أهمية زيارة رئيس الوزراء لمقرها في تيانجين، للاطلاع عن قرب على آليات التصنيع المتطورة التي يمكن نقلها إلى مصر، بما يعزز تنافسية قطاع الطاقة ويؤسّس لقاعدة صناعية قوية.
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
اقترح رئيس الوزراء المصري إقامة مصنع جديد للشركة الصينية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدًا أن هذه المنطقة تمثّل فرصة إستراتيجية لدعم الاستثمارات الأجنبية وتعزيز قدرات مصر في تصنيع المعدات الكهربائية.
وتتميّز المنطقة الاقتصادية بمزايا استثنائية، من بينها البنية التحتية المتطورة، والموقع الجغرافي الحيوي، والحوافز الاستثمارية المتعددة، ما يجعلها الخيار الأمثل للشركات العالمية الساعية لتوسيع نشاطها في السوق المصرية.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تعمل على تعزيز التعاون مع الصين في جميع المجالات، موضحًا أن تصنيع المعدات الكهربائية في مصر سيكون أحد أهم محاور هذه الشراكة، بما يحقق المصالح المشتركة للطرفَيْن.
وأكد مدبولي حرص الحكومة على تعميق التعاون مع الشركات الصينية، من خلال تسهيل الإجراءات ومنح الامتيازات اللازمة، بما يدعم تصنيع المعدات الكهربائية في مصر، ويعزز موقعها الإقليمي بوصفها مركزًا صناعيًا مهمًا.
بدوره، أشار رئيس الشركة الصينية إلى استثمارات شركته الحالية في القاهرة، التي تتجاوز 300 مليون دولار، مؤكدًا تطلعها إلى زيادتها عبر الدخول في مجالات جديدة تشمل الطاقة الشمسية وبطاريات التخزين، بجانب تصنيع المعدات الكهربائية في مصر.
وأوضح أن الشركة تملك خبرات واسعة في مشروعات التعدين والطاقة، إذ تعمل في 19 دولة حول العالم، ما يجعلها شريكًا موثوقًا لمصر في تحقيق خططها الطموحة بمجال التصنيع المحلي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
