تحتضن محافظة القاهرة فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، برئاسة الدكتور سامح مهران، التى تقام خلال الفترة من 1 حتى 8 سبتمبر المقبل، على خشبات مسارح القاهرة، وهى: الطليعة، متروبول، ميامى، الجمهورية، الفلكى، السلام، الهناجر، الغد، السامر، نهاد صليحة، المعهد العالى للفنون المسرحية.
أقدم المهرجانات العربية الدولية المتخصصة
ومنذ ما يزيد على ثلاثة عقود وبالتحديد عام 1988 تأسس المهرجان خالقا مساحة للمسرحيين ولا سيما الشباب منهم، للاطلاع والتفاعل مع العروض المسرحية من كافة أرجاء العالم، حيث يعد المهرجان أحد أقدم المهرجانات العربية الدولية المتخصصة فى إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم.
المهرجان تقيمه وزارة الثقافة المصرية سنويا، ويستقبل كل عام العروض المسرحية التجريبية، التى تعتمد على استخدام عناصر العرض المسرحى، ويهدف المهرجان إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين مختلف الشعوب والجماعات، إضافة إلى تعريف الجمهور فى مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات فى المشهد المسرحي، وإتاحة نافذة يطل منها المسرحيون حول العالم على أحدث تطورات المشهد المسرحى فى مصر والبلاد العربية.
انتصار حورس
يشهد حفل الافتتاح المقرر الأول من سبتمبر المقبل، عرض بعنوان «انتصار حورس»، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والمأخوذ عن أحد أقدم النصوص المسرحية فى التاريخ، نص فرعونى دون فى العصر البطلمي (237 – 57 ق.م) على جدران معبد إدفو، هذا النص الذى يعتبره الباحثون وثيقة مسرحية استثنائية، يصور الصراع الأسطورى بين الإله حورس «إله السماء» وعمه ست «إله الفوضى» على عرش مصر بعد مقتل أوزوريس، وقد نقل إلى الإنجليزية فى أوائل القرن العشرين على يد عالم المصريات البريطاني إتش. دبليو. فيرمان، ثم ترجمه إلى العربية الباحث عادل سلامة، ليؤكد أن مصر الفرعونية كانت فى صدارة الحضارة المسرحية الإنسانية.
يتولى صياغة الدراماتورجيا الدكتور محمد سمير الخطيب أستاذ الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس، بينما يقدم الرؤية الإخراجية الفنان وليد عونى بمشاركة فرقة الرقص المسرحى الحديث بدار الأوبرا المصرية، حيث يعتمد العرض على المزج بين نصوص فرعونية مثل متون الأهرام وكتاب الموتى مع معالجة بصرية معاصرة، ليقدم العمل كتجربة شاملة تجمع بين الرقص الدرامى، الفيديو مابنج، والتصميم الحركى.
يستحضر العمل رحلة أسطورية تتداخل فيها الأزمنة الثلاثة: الأسطورى، البطلمي «عصر كليوباترا»، والمعاصر، من خلال شخصية عالم آثار يستدعى المشاهد من جدران معبد إدفو إلى خشبة المسرح، وتتشكل أحداث العرض فى لوحات رئيسية تتناول نشأة الكون، مقتل أوزوريس وولادة حورس، صراع حورس مع ست وفقدان عينه، ثم المواجهة الكبرى المتجسدة فى فرس النهر، وصولا إلى انتصار النور على الظلام فى مشهد بانورامى يحتفى بالآلهة ويجسد الرياح الأربعة «أبناء حورس».
يشارك فى العرض جميع أعضاء فرقة الرقص المسرحى الحديث، إلى جانب ضيفة الشرف الفنانة منال محيى الدين «آلة الهارب»، والفنان طه خليفة فى دور عالم الآثار، ويتعاون فى صناعة العرض ياسر شعلان تصميم إضاءة، عبدالمنعم المصرى تصميم الجرافيك والفيديو مابنج، أحمد بركات صناعة الأقنعة الفرعونية، محمد عبدالعزيز مدرب الفرقة، محمد مصطفى مساعد إخراج ديكور وملابس، ومعه مساعدا الإخراج محمد سيد محمود وعمرو عاطف، بينما يتولى الإخراج المنفذ محمود مصطفى.
ويضم فريق الرقص المسرحى الحديث: شريف محمود، رشا حنفى، حبيبة سيد، علي يسرى، أحمد محمد، كريم أسامة، نرمين محمد، مرام حسنى، محمد سمير، مريم أسامة، مصطفى أمين، مينا ثابت، عبد الرحمن مجدى، آية أحمد، فرح أحمد، ملك سيف، ماريا ممدوح، محمد على، ياسمين تيمور، دانا أحمد، حسنين الجندى، وليد محمد، محمد أحمد، مصطفى أحمد.
العروض المسرحية المشاركة
يشارك فى هذه الدورة 20 عرضا مسرحيا وهم: "Postales Rotas" من إسبانيا، وإخراج إستريلا جارسيا، ومن رومانيا "Moment of Awareness" من إخراج فلوريان أوروس، و "#NotI" من إخراج كاساندرا توبولوجينو، ومن إيطاليا "Coppelia Project" من إخراج كاترينا موتشى سيسموندى، ومن أرمينيا "Hamlet Machine" للمخرج آرثر مكاريان، و"Y Recuerda Tichangoshaina.. An Encounter of Cultures" للمخرج جوناثان والترز، وهو إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية، وزيمبابوى، وكولومبيا، "The Space is Us" من اليونان، وإخراج أنستاسيا تاى، «قهوة ساخنة» من مملكة البحرين، للمخرج إبراهيم خلفان، «عطيل وبعد» من تونس، للمخرج حمادى الوهايبى، «علكة صالح» للمخرج حسن رجب، «الفانوس» للمخرج خالد أمين، من الإمارات، «قد تطول الحكاية» للمخرج يوسف الحربى، «طوق» للمخرج فهد الدوسرى من السعودية، «روضة العشاق» للمخرج معز عاشورى من تونس، «الساعة التاسعة» للمخرج محمد يوسف الملا من قطر، «سيرك» للمخرج جواد الأسدى من العراق، «رماد من زمن الفتونة» للمخرجة كريمة بدر من مصر، «الجريمة والعقاب» للمخرج عماد علونى، إلى جانب عرض على هامش المهرجان، وهو: "هل ترانى الآن" للمخرجة لبنى المنسى.
تكريم 11 شخصية مسرحية بارزة
وتكرم إدارة المكرمين هذا العام 11 شخصية مسرحية بارزة من مصر والعالم العربى ودول أجنبية، على النحو التالى: الفنان صبرى فواز، والفنانة حنان يوسف، والدكتور حسن خليل، والكاتب المسرحى بهيج إسماعيل، من «مصر»، والمخرج تاكو فيكتور، من «الكاميرون»، والباحث والناقد المسرحى باتريك بافيز، من «فرنسا»، والفنان نوريس روفس، من «إنجلترا»، والكاتب والمنتج المسرحى حمد الرميحى، من «قطر»، الفنان رفيق على أحمد، من «لبنان»، والفنان محمد المنصور، من «الكويت» والراحلة إقبال نعيم، من «العراق»، وذلك تقديرا لمسيرتها المتميزة وعطائها الطويل فى المسرح العراقى والعربى.
لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
وقد ضمت اللجنة نخبة من المسرحيين والمبدعين من مصر والعالم العربى وأوروبا، برئاسة المخرج والكاتب الإيطالى سالفاتورى بيتونتى، وعضوية كل من: المخرج أحمد العطار، والمخرج ناصر عبد المنعم من «مصر»، والدكتور سامى الجمعان من «السعودية»، والدكتور جبار جودى من العراق، د. إيرينى مونتراكى من اليونان، والناقد أندريا بوركيدو من إيطاليا.
8 ورش فنية
يقدم المهرجان هذا العام 8 ورش تدريبية، وهى: «الأداء الحركى» ويقدمها المدرب شومبى نيموتو من «اليابان»، و«الذكاء الاصطناعى فى التصميم المسرحى» ويقدمها المدرب جون هوى من «الولايات المتحدة الأمريكية»، و«الأداء التوافقى» ويقدمها المدرب أرثر مكاريان من الولايات المتحدة الأمريكية، و«ديناميكية العمل الجماعى» وتقدمها المدربة ألكسندرا كازازو من «بولندا»، و«النقد والمسرح المعاصر» ويقدمها المدرب سافاس باتساليدس من «اليونان»، وورشة «القناع والكوميديا» ويقدمها المدرب أليسو ناردين من «إيطاليا».
وفى خطوة تعكس توجه المهرجان لتعزيز اللامركزية الثقافية، ينظم أيضا عدد من الورش الفنية فى المحافظات، حيث تستضيف محافظة الإسماعيلية ورشة بعنوان «الإلقاء.. علم وفن» يقدمها الفنان خالد عبدالسلام، بينما تحتضن محافظة الإسكندرية ورشة «فن المكياج والتنكر» بقيادة الفنان إسلام عباس، وتأتى هذه الخطوة فى إطار سعى إدارة المهرجان إلى نشر الثقافة المسرحية خارج العاصمة، وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة فى الأقاليم للتفاعل المباشر مع خبرات محلية ودولية.
المسرح فى زمن ما بعد العولمة.. رد الجميل
يتناول برنامج المحور الفكرى الذى ينطلق من 2 وحتى 6 سبتمبر 2025، قضايا المسرح فى زمن ما بعد العولمة، إلى جانب محور «رد الجميل» المخصص لتكريم رموز مسرحية بارزة.
أولا: محور «المسرح وما بعد العولمة»، حيث تعقد الجلسة الأولى فى العاشرة من صباح الثلاثاء، الموافق 2 سبتمبر 2025، تحت عنوان «المسرح والذكاء الاصطناعى»، يدير الجلسة الدكتور هشام زين الدين من لبنان، ويشارك فيها: الدكتور عبدالكريم عبود من العراق، والباحثة جهاد الدينارى من مصر، والدكتور سليمان آرتى من الكويت، والدكتور منتهى طارق من العراق.
وتأتى الجلسة الثانية تحت عنوان «المسرح والما بعديات»، ويديرها خالد الرويعى من البحرين، ويشارك فيها: السفير على شيبو «العراق/ فرنسا»، محمد هادى فرحانى من تونس، والدكتور أحمد مجدى من مصر، بينما الجلسة الثالثة تتضمن سيمنار تطبيقات عملية فى الذكاء الاصطناعى، يقدمها المصمم والمخرج المسرحى عزت إسماعيل من مصر.
ويشهد اليوم الثانى الأربعاء 3 سبتمبر 2025، الجلسة الأولى التى تنطلق فى العاشرة صباحا تحت عنوان: «تجارب مسرحية معاصرة» يديرها الدكتور حاتم ربيع من مصر، ويشارك فيها: صالح زمانان من السعودية، آن مارى من لبنان، محمد سيد أحمد من السودان، والجلسة الثانية بعنوان: «المسرح والتنمية المستدامة» ويديرها الدكتور محمد عبدالله البرنس من مصر، ويشارك فيها الدكتور يوسف هاشم عباس من العراق، والدكتورة زينب لوت من الجزائر، مجدى محفوظ من مصر.
أما اليوم الثالث الخميس، الموافق 4 سبتمبر 2025، تعقد الجلسة الأولى فى العاشرة صباحا تحت عنوان: «المسرح والذكاء الاصطناعى»، ويديرها الدكتور خالد أمين من المغرب، ويشارك فيها الباحثون: ألبرت لانج، تروستن جوست، توماس إيرمر من ألمانيا، كاتيا هوثورن من إنجلترا.
وتأتى الجلسة الثانية بعنوان: «المسرح والتنمية المستدامة» وتديرها الدكتورة دينا أمين من مصر، وتشارك فيها الباحثات: هايدى وايلى من ألمانيا، جيليانا كامبانا من أمريكا، هاندان سالتا من تركيا، أما الجلسة الثالثة بعنوان: «تجارب مسرحية معاصرة» وتديرها الدكتورة أسماء يحيى الطاهر عبد الله من مصر، ويشارك فيها الباحثون: سافاس باستاليدس من اليونان، إيفين ميدينيسا من صربيا، أونا كريستيا جريجوريسكو من رومانيا.
ثانيا: محور رد الجميل
يشهد اليوم الرابع الجمعة، الموافق 5 سبتمبر 2025، تكريم د. سامى عبد الحميد من العراق، فى الحادية عشرة صباحا، ويدير جلسة التكريم الدكتور عادل حربى من السودان، ويشارك فيها: د. ميمون الخالدى، د. عبدالكريم عبود، د. بشار عليوى من العراق، بينما تشهد الجلسة الثانية تكريم الدكتور حسن المنيعى من المغرب، ويدير الجلسة د. يوسف أمفزع من المغرب، ويشارك فيها: د. خالد أمين من المغرب، د. سعيد كريمى من المغرب، حسن النفالى من المغرب.
أما اليوم الخامس والأخير السبت، الموافق 6 سبتمبر 2025، سيشهد تكريم الدكتور هناء عبدالفتاح من مصر، فى العاشرة صباحا، وتدير الجلسة د. إنجى البستاوى من مصر، ويشارك فيها: الدكتور مدحت الكاشف، والدكتورة عبير فوزى، والدكتورة هنادى عبدالخالق من مصر، يعقبه لقاء مفتوح مع البروفيسور باتريس بافيز من فرنسا، ويدير النقاش الدكتور خالد أمين من المغرب.
11 إصدار مسرحي مترجم
وتضم الإصدارات هذا العام أحد عشر كتابا جديدا تترجم وتوثق أحدث الاتجاهات المسرحية العالمية، فى إطار سعى المهرجان لتعزيز الحركة النقدية والمعرفية وتوفير مراجع أساسية للمشتغلين بالمسرح من باحثين وطلاب وممارسين، وتفتح آفاقا جديدة أمام الباحثين والمهتمين بالمسرح التجريبى على وجه الخصوص، من خلال الاطلاع على أحدث الرؤى والمقاربات النقدية العالمية.
وتتضمن قائمة الإصدارات الآتى: «الدراماتورجيا الركحية» تأليف آن فرونسواز بنيامو، وترجمة د. يوسف أمفزع، «الميتاتيرو والتناص» تأليف مانفريد شميلنغ، وترجمة د. محمد سيف، تأليف الأداء المسرحى «المخرج فى المسرح المعاصر» تأليف أفرا سيدير وبولو، ترجمة أحمد عبد الفتاح، المسرح الرقمى «صناعة المسرح الرقمى ومعناه» تأليف ناديا ماسورا، وترجمة أحمد عبدالفتاح، «الجمهور والكاتب المسرحى» تأليف مايو سيمون، وترجمة الشيماء على الدين، «ما هى الدراماتورجيا» تحرير بيرت كاردولو، ترجمة محمد يونس، سيناريوهات الطاقة «جماليات اللامادى» تحرير بربرا جروناو، ترجمة مروة مهدى، «مسارح الطبيعة» تحرير ناتالى كوتيه وآخرون، ترجمة عمر فرتات ومحمد سيف، روافد المسرح التجريبى – تشكل قسمات مسارح ما بعد الدراما، إعداد وتحرير سعيد كريمي، «الحداثة والمسرح» تأليف جراهام لى وآخرون، ترجمة عبدالسلام إبراهيم، إلى جانب كتاب «التجريب فى تدريب الممثل" تأليف د. مدحت الكاشف.
