سيشهد وادي النطرون حدثًا لاهوتيًا وروحيًا عالميًا بارزًا، في أكتوبر المقبل،حيث يصل معهد الشباب اللاهوتي العالمي (GETI 2025) إلى ذروته تزامنًا مع انعقاد المؤتمر السادس للإيمان والنظام التابع لمجلس الكنائس العالمي، تحت شعار: «إلى أين الآن من أجل الوحدة المنظورة؟».
يمتد برنامج المعهد على مدار ستة أسابيع، أربعة منها عبر المشاركة الإلكترونية، يليها أسبوعان من الدراسة والإقامة في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ليختتم الطلاب برنامجهم بالمشاركة الكاملة في جلسات المؤتمر العالمي.
- رحلة تعليمية على درب الحج
أوضح الدكتورالقس تيدي تشالو ساكوبابا، من الكنيسة المشيخية المتحدة بجنوب أفريقيا وأستاذ بجامعة الكيب الغربية، أن برنامج GETI 2025 صُمم كرحلة حج إيمانية تجمع بين التأمل اللاهوتي والخبرة الكنسية الحية، مشيرًا إلى أن المشاركين سيخوضون نقاشات معمّقة حول قضايا العقيدة، والعدالة، والمصالحة، وإزالة آثار الاستعمار، والتحديات الراهنة أمام الكنيسة والإنسانية.
وقال ساكوبابا: «من خلال الحوار والتجربة المشتركة، سيُتاح للمشاركين العبور في فضاء يلتقي فيه التفكير اللاهوتي بالعيش الكنسي اليومي، حيث يشكل الحوار واللقاء أساس التعلّم وبناء الثقة».
وأكد أن الهدف من هذه التجربة هو إعداد قادة شباب قادرين على الشهادة لوحدة الكنيسة في عالم متنوع ومجروح.
- منهج دراسي بروح شمولية
من جانبها، أوضحت سوك-يي بانغ، من مجلس الكنائس المسيحي في هونغ كونغ وعضو لجنة التعليم والتنشئة المسكونية بمجلس الكنائس العالمي، أن إعداد منهج GETI 2025 كان بمثابة رحلة استماع وتمييز جماعي على المستوى العالمي.
وبيّنت أن المنهج بُني على ثلاث مراحل لاهوتية: الطريق الإيجابي، والطريق السلبي، والطريق التحويلي، مشيرةً إلى أن هذه البنية تساعد المشاركين على الانتقال من الاحتفاء بالميراث الروحي المشترك، إلى مواجهة آثار الاستعمار والآلام التاريخية، وصولًا إلى التفاعل مع تحديات العصر برؤية جديدة للعمل المشترك.
وأضافت: «ما نطمح إليه هو أن يكون هذا المنهج تجربة حيّة، لا مجرد مادة دراسية، بحيث تتحول المحاضرات إلى خبرة جماعية، والحوار إلى وسيلة بناء مجتمع روحي متماسك».
- نحو وحدة أعمق وشهادة مشتركة
يُتوقع أن يسهم اللقاء بين طلاب GETI والمندوبين المشاركين في مؤتمر الإيمان والنظام في توسيع الحوار وتعميق الخبرة اللاهوتية، بما يعزز الشهادة المشتركة لوحدة الكنيسة اليوم.
وأكدت بانغ أن المشاركين سيغادرون مصر وهم يحملون رؤية أوسع وشجاعة متجددة، إلى جانب شبكة عالمية من الأقران الملتزمين بمسيرة العدالة والمصالحة والسلام.
يشكّل GETI 2025 مساحة استثنائية للقاء بين التراث الكنسي العريق والتحديات المعاصرة، حيث يُترجم مفهوم الحج المسكوني إلى واقع ملموس يجمع الشباب من مختلف أنحاء العالم في أرض مصر، لتصبح رحلتهم المشتركة شهادة حية على إمكانية الوحدة في التنوع.
