على الرغم من مرور أكثر من 100 يوم على هجوم باهالجام، الذي استهدف سياحًا أبرياء في إقليم جامو كشمير، في أبريل الماضي‘ إلا أن آثاره لا تزال مستمرة على صعيد الاقتصاد الكشميري، خاصة أن قطاع السياحة من أهم القطاعات الحيوية والمحرك الأساسي والعصب الرئيسي للاقتصاد المحلي في الإقليم، التي يعرف بجماله الطبيعي الساحر الذي أكسبه لقب "جنة الأرض" في قلب آسيا.
شريان حياة
ولطالما مثلت السياحة شريان حياة لكشمير، حيث ساهمت بفاعلية في تنمية الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل لآلاف السكان، حيث تعد مصدرًا رئيسيًا للدخل في المنطقة، خاصةً في المواسم الشتوية والصيفية، التي تشهد توافدًا كبيرًا من الزوار المحليين والدوليين على حد سواء.
وتشتهر كشمير بجمالها الأخاذ، من بحيرة دال الشهيرة، إلى وديان جيلوم وسونمارغ، ومزارع الزعفران الفريدة، ما يجعلها وجهة سياحية لا تضاهى.
ويظل هذا القطاع الحيوي رهينةً للتوترات الأمنية والسياسية المستمرة التي تعصف بالمنطقة، خاصة أن حادث باهالجام لم يكن مجرد حادث أمني عابر، بل كان بمثابة جرح جديد في قلب الاقتصاد الكشميري، مؤكدًا أن أي انتعاش سياحي يظل هشًا في غياب حل سياسي دائم للنزاع.
على المستوى البشري أدى الهجوم الذي وقع يوم 22 أبريل 2025، إلى سقوط عشرات الضحايا، حيث أسفر عن مقتل 26 شخصًا بينهم سياح، وإصابة 17 آخرين، في واحدة من أسوأ الهجمات التي تستهدف المدنيين في الهند منذ ما يقرب من عقدين، وهو ما دفع حوالي 60% من السياح لإلغاء خطط سفرهم إلى كشمير بشكل دراماتيكي، كما غادر السياح الذين كانوا موجودين بالفعل.
للمزيد.. تصاعد الأزمة بين الهند وباكستان بعد مقتل 26 شخصا في هجوم مسلح بكشمير
تداعيات الهجوم
وامتدت تداعيات الهجوم على الفور لتتجاوز حدود كشمير، إذ أحدثت صدمة على المستوى الوطني والدولي، فعلى الصعيد الداخلي، أعلنت جماعة مسلحة تُدعى "مقاومة كشمير" مسؤوليتها عن الهجوم، مبررةً فعلتها بمعارضتها لسياسات الحكومة الهندية التي تسمح بتوطين "أكثر من 85 ألف أجنبي في المنطقة"، مما يُحدث "تغييرًا في التركيبة السكانية"، وهذا التبرير يكشف أن الهجوم لم يكن مجرد عمل عنف عشوائي، بل كان عملًا محسوبًا يربط العنف مباشرةً بالتحركات السياسية للحكومة الهندية، وتحديدًا التغييرات الإدارية التي جرت في عام 2019، وهو ما يضيف بعدًا إضافيًا للحدث، ويؤكد أن العنف هو في الحقيقة عرض لصراع سياسي أعمق.
وعلى المستوى السياسي، كان رد الفعل الحكومي فوريًا وحاسمًا، حيث قطع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ووزيرة المالية، نيرمالا سيتارامن، زياراتهما الخارجية للعودة إلى البلاد. كما بادرت سلطات ولاية غوا السياحية، التي تقع على بعد آلاف الكيلومترات، إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية. إن انتشار الخوف إلى ولاية سياحية أخرى بعيدة عن موقع الهجوم يوضح أن الهجوم في كشمير لم يقتصر تأثيره على الإقليم وحده، بل أصبح مشكلة وطنية تهدد صورة الهند بأكملها كوجهة سياحية آمنة. وقد شهدت سريناغار وأجزاء أخرى من وادي كشمير إغلاقًا تامًا للمحال التجارية والمؤسسات كشكل من أشكال الاحتجاج على استهداف المدنيين، وهو ما يعد الأول من نوعه منذ 35 عامًا في الإقليم.
للمزيد.. خلايا الإرهاب الطائفية.. كيف استهدف الهجوم في كشمير السياح على أساس ديني؟
تفاؤل سَبَقَ الانهيار!
قبل هذا الهجوم المأساوي، كانت كشمير تعيش حالة من التفاؤل الحذر نتيجة لانتعاش ملحوظ في قطاعها السياحي، وقد نجحت الحكومة الهندية في جهودها الترويجية، مما أسفر عن استضافة الإقليم "أكبر عدد من السياح في العقدين الماضيين".
وتوضح الأرقام الرسمية حجم هذا الانتعاش، حيث شهدت أعداد السياح الوافدين إلى وادي كشمير زيادة مطردة في السنوات الأخيرة، حيث بلغت 9.7% في عام 2024 بإجمالي 2.95 مليون سائح من بينهم 43000 سائح أجنبي، مقارنة بعام 2023 الذي شهد 2.71 مليون سائح، من بينهم 37000 سائح أجنبي، أي بزيادة في أعداد السياح الأجانب بنسبة 16.2% في الفترة نفسها. وقد بلغ إجمالي إيرادات القطاع السياحي في المنطقة ما يقارب 931 مليون دولار، مما يجعله ثاني أكبر قطاع اقتصادي في الإقليم، ويسهم بنحو 7-8% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقد سعت الحكومة الهندية إلى استغلال هذا الاستقرار النسبي لتعزيز السياحة في جامو وكشمير، من خلال استراتيجية متعددة الأوجه. تضمنت هذه الاستراتيجية ضخ استثمارات ضخمة في تحسين البنية التحتية للنقل والمرافق السياحية. كما أطلقت الحكومة حملات ترويجية واسعة النطاق على المستويين الوطني والدولي بهدف تغيير الصورة النمطية السلبية عن المنطقة، واستضافت فعاليات كبرى مثل اجتماع مجموعة العشرين (G20) في سريناغار لإظهار قدرتها على استضافة الأحداث الدولية الكبرى.
وعلى الرغم من هذا التقدم الواضح، فإن هذا الانتعاش لم يكن سوى "فقاعة" من التفاؤل، إذ يعتمد بشكل كامل على تراجع مستوى العنف في المنطقة، وقد أثبت الهجوم الأخير أن هذا النمو السياحي يمكن أن "يتبخر في لحظة"، فالنمو الذي يعتمد على الهدوء الأمني الهش يظل معرضًا للانهيار في أي لحظة، لا سيما أن هذا التكرار في دورة الازدهار والانهيار ليس جديدًا على الإقليم؛ ففي عام 2017، تراجع عدد السياح بنسبة 55% مقارنة بالعام الذي سبقه على خلفية تصاعد المواجهات الأمنية، وهذا النمط التاريخي يؤكد أن أي مبادرة اقتصادية لن تحقق استدامة حقيقية ما لم يتم معالجة جذور المشكلة السياسية.
للمزيد.. سفير باكستان بالقاهرة يؤكد على ضرورة الحل الفورى لنزاع كشمير
السياحة رهينة للصراع
لفهم عمق تأثير الهجمات على السياحة في كشمير، يجب العودة إلى الجذور التاريخية للصراع الذي يعود إلى تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، فإقليم كشمير، بموقعه الاستراتيجي بين الهند وباكستان والصين، أصبح بؤرة نزاع مستمرة بين جارتين نوويتين، وقد وُصِف الصراع بأنه يثور ويخمد "مثل ثورات البراكين"، مما يؤكد طبيعته المتقلبة التي تجعل أي محاولة لتحقيق استقرار دائم أمرًا شديد الصعوبة.
هذه الطبيعة المتقلبة للنزاع تخلق بيئة من عدم اليقين تنعكس سلبًا على قطاع السياحة، فالمشكلة ليست مجرد حادث أمني منفرد، بل هي نتيجة لصراع مستمر ومعقد، وحتى الجهود الدبلوماسية لم تنجح في حل الملفات العالقة بين البلدين، بل إن بعض المحللين يشيرون إلى أن القوات المسلحة في كل من الهند وباكستان لها مصلحة في إبقاء الصراع حيًا، حيث يتيح لها الحصول على تمويل دولي، وهذا التداخل بين المصالح العسكرية والسياسية يجعل من الصعب تحقيق سلام حقيقي، ويضع الاقتصاد المدني، وفي مقدمته السياحة، في حالة تأهب دائم للانهيار.
إن التركيز الحكومي على التنمية الاقتصادية في المنطقة، مثلما حدث في كشمير، يظل نهجًا غير مكتمل، وقد أكد نائب رئيس جمعية الفنادق والمطاعم في كشمير، الشيخ بشير أحمد، أن "السياحة لا تزدهر إلا بالسلام"، مشددًا على أن أي تهدئة مؤقتة لن تكون كافية لإعادة بناء الثقة دون معالجة الجذور السياسية للنزاع، مما يؤكد أن الأزمة في جوهرها هي أزمة سياسية، وأن أي حل اقتصادي أو تنموي منفصل عنها لن يكون سوى مسكن مؤقت لا يقاوم صدمات الواقع.
للمزيد.. كشمير| نزاع تاريخي وتقسيم ثلاثي.. تفاصيل
خسائر بشرية
إن الأثر الفوري لهجوم أبريل 2025 لم يكن مجرد انخفاض في أعداد الزوار، بل كان بمثابة انهيار شبه كامل للقطاع السياحي، مما أسفر عن "خسائر فادحة لم تشهدها المنطقة منذ عقود"، وقد كان قطاع السياحة، الذي تبلغ قيمته حوالي 21،000 كرور روبية (ما يعادل نحو 25 مليار دولار أمريكي) في خطر وشيك.
ولكن الأرقام وحدها لا تروي القصة الكاملة، فالخسائر الحقيقية تمتد إلى حياة السكان المحليين الذين يعتمدون على هذا القطاع، حيث تشير تقديرات إلى أن "ما يقرب من 90% من سكان كشمير يعتمدون على السياحة" في كسب عيشهم، وهذا المعدل المرتفع من الاعتماد يجعل من أي انتكاسة سياحية أزمة إنسانية مباشرة.
وأدى الإلغاء المفاجئ للحجوزات إلى انخفاض حاد في الدخل اليومي للمنشآت السياحية، مما انعكس على أجور العاملين، وخلق موجات من تسريح الموظفين، خصوصًا في الفنادق والمنتجعات السياحية.
آثار اقتصادية واجتماعية
يعتبر المتضررون الرئيسيون من الهجوم على القطاع السياحي في جامو كشمير هم أصحاب الأكشاك الصغيرة، وسائقو سيارات الأجرة، والعاملون في الحرف اليدوية، وبائعو الأغذية ، ويشير الوضع الراهن لوجود قوارب متوقفة في بحيرة دال ومنتجعات مهجورة، مما يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة وارتفاع نسبة الفقر، مع ما قد يترتب على ذلك من تفشي مشكلات اجتماعية مثل الجريمة والإدمان، بالإضافة إلى فقدان الثقة في الاستقرار ووجود شعور بالخوف من المستقبل.
إن توقف القوارب السياحية (الشيكارا) في بحيرة دال، ووقوف سائقي الأجرة بلا عمل، وتراجع عائدات الضرائب على السلع والخدمات يمثلون تجسيدًا حيًا لهذه المأساة، وقد أكد سائق أجرة يُدعى محمد عرفان أن سيارته "توقفت عن العمل منذ أسبوعين" بعد الهجوم، كما أن الفنادق والمطاعم الفارغة والموظفين العاطلين عن العمل أصبحوا مشهدًا مألوفًا في المنطقة، مما يؤكد أن انهيار السياحة لا يقتصر على الأرقام المالية، بل يمتد ليشمل نسيج المجتمع الكشميري برمته، ويحول الأزمة الاقتصادية إلى أزمة اجتماعية وإنسانية شاملة، حيث إن الضرر النفسي الناتج عن فقدان الثقة والخوف من المستقبل يجعل عملية التعافي أكثر صعوبة من مجرد إعادة بناء البنية التحتية.
للمزيد.. تبادل الاتهامات بدعم الإرهاب.. عقبة في طريق السلام بين الهند وباكستان
كما أثقلت التكاليف الأمنية لتأمين المناطق السياحية كاهل الحكومة الهندية التي وجدت نفسها مضطرة لزيادة الميزانية الأمنية لتعزيز حماية السياح، ومحاولة إنقاذ القطاع الأهم من الانهيار.
الإعلام كساحة حرب
يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل صورة أي وجهة سياحية، فالتقارير الإخبارية، خاصة تلك التي تركز على قضايا "الصحة والسلامة" و"القانون والنظام"، تؤثر بشكل مباشر على تصورات السياح وسلوكهم، وفي سياق كشمير، لا يقتصر دور الإعلام على مجرد نقل الأخبار، بل يصبح ساحة حرب فعلية بين الروايات المتناقضة.
للمزيد.. دور الإعلام الهندي في تضخيم الأكاذيب خلال الصراع مع باكستان.. وتصاعد التضليل الإعلامي
فالحكومة الهندية تستغل مثل هذه الهجمات لتأكيد روايتها بأن إقليم كشمير غير آمن ويحتاج إلى تدخلها، متهمةً باكستان بالوقوف خلف الهجمات، ووفقًا لبعض المحللين، تسعى الهند من خلال هذه الرواية إلى "إعادة تصوير السعي للاستقلال في كشمير على أنه حركة إرهابية".
وفي المقابل، يقدم نشطاء كشميريون رواية مضادة، حيث يقول الناشط الإعلامي الكشميري، ناصر قدري، أن الهند تفرض "حصارًا إعلاميًا على كشمير"، وأن 20% فقط مما يحدث على أرض الواقع يتم نشره، متهمًا الحكومة الهندية بـ"اختلاق الأزمات وإلقاء اللوم على باكستان" للسيطرة على الإقليم، وتكتسب هذه الرواية أهمية خاصة لدى الجمهور العربي، لأنها ترسم تشابهًا واضحًا بين ما يحدث في كشمير والوضع في فلسطين –مع الفارق- من حيث السيطرة على الأراضي وتغيير التركيبة السكانية.
إن هذا التضارب في الروايات لا يجعل الإعلام مجرد ناقل للأحداث، بل يجعله فاعلًا في تأجيج الصراع وتدمير الثقة، مما يؤثر بشكل مباشر على جاذبية كشمير كوجهة سياحية، فالسياحة تزدهر في بيئة من الثقة والهدوء، بينما الإعلام الموجه والمعركة السردية يخلقان حالة من الخوف وعدم اليقين التي تنفر السياح.
للمزيد.. باكستان تفرض قيودا كبيرة على حرية الصحافة في إقليم كشمير
تدابير لا بد منها
أحد أهم التدابير التي يجب اتخاذها لاستعادة الثقة هو تعزيز الأمن في المنطقة، حيث يجب على الحكومة الهندية زيادة عدد القوات الأمنية في المناطق السياحية وتوفير حماية إضافية للسياح، كما يمكنها الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، مثل كاميرات المراقبة والطائرات بدون طيار، لمراقبة المناطق السياحية والتأكد من سلامة الزوار.
حملات الترويج والتوعية: يجب على الحكومة ووكالات السياحة إطلاق حملات ترويجية تهدف إلى إعادة بناء الثقة لدى السياح، بحيث تتضمن هذه الحملات تسليط الضوء على جمال كشمير وثقافتها الغنية، بالإضافة إلى التأكيد على الجهود المبذولة لضمان سلامة الزوار، كما يمكن تنظيم فعاليات ثقافية وسياحية لجذب السياح وتعزيز صورة المنطقة.
تحسين البنية التحتية: وهو ما يعد يعد أمرًا ضروريًا لجذب السياح، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الاستثمار في تطوير الطرق، والفنادق، والمرافق السياحية الأخرى، وتحسين وسائل النقل وتوفير خدمات عالية الجودة يمكن أن يسهم في جعل كشمير وجهة أكثر جاذبية.
التعاون مع المجتمع الدولي: يمكن أن يكون التعاون مع المنظمات الدولية والسياحية مفيدًا في استعادة الثقة، لا سيما العمل مع منظمات مثل منظمة السياحة العالمية لتطوير استراتيجيات فعالة لتعزيز السياحة في كشمير، كما يمكن أن تسهم الشراكات مع وكالات السفر الدولية في جذب المزيد من السياح.
تقديم حوافز للسياح: يمكن للحكومة تقديم حوافز للسياح، مثل تخفيضات على أسعار الإقامة أو تذاكر الدخول إلى المعالم السياحية، بحيث تشجعهم على زيارة كشمير، مما يساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي.
مستقبل السياحة في كشمير
يثبت هجوم باهالجام أن مستقبل السياحة في كشمير يظل رهنًا بالتوترات السياسية، وأن أي طفرة اقتصادية سريعة تظل هشة وعرضة للانهيار، حيث إن التحدي الحقيقي الذي يواجهه الإقليم ليس فقط إعادة بناء الثقة الهشة التي دمرها الهجوم، بل إيجاد حل سياسي دائم للنزاع، إذ إنه بدون تسوية سياسية جذرية، ستبقى السياحة معرضة بشكل دائم لتقلبات العنف، مما يجعل الاستثمار فيها محفوفًا بالمخاطر، لا سيما مع ميل المستثمرين إلى تجنب المناطق غير المستقرة، مما يؤثر على النمو الاقتصادي على المدى البعيد.
وبينما تستمر الحكومة في جهودها التنموية، مثل تحسين البنية التحتية واستضافة الفعاليات الدولية، فإن هذه المبادرات وحدها لا تكفي، لأن الطريق الوحيد نحو انتعاش سياحي مستدام يتطلب حوارًا سياسيًا جديًا بين الهند وباكستان، يمكن أن يؤدي إلى سلام حقيقي على الأرض، وفي الوقت نفسه، يمكن العمل على بناء قطاع سياحي أكثر مرونة من خلال تنويع المنتجات السياحية، مثل التركيز على سياحة المغامرات والسياحة البيئية في مناطق مثل لداخ، التي قد تكون أقل تأثرًا بالصراعات التقليدية.
جنة تنتظر السلام
تظل كشمير "جنة الأرض" بجمالها الطبيعي وثقافتها الغنية، وتاريخها العريق الذي جذب الزوار لقرون طويلة، وقد أظهر الانتعاش السياحي الأخير إمكانيات الإقليم الهائلة في أن يصبح وجهة عالمية بامتياز، لكن هجوم أبريل 2025 جاء ليكون تذكيرًا قاسيًا ومؤلمًا بأن السياحة ليست علاجًا للاضطرابات السياسية، بل هي أول ضحاياها. كما أن مستقبل كشمير الاقتصادي والاجتماعي معلق بسلامها، ولن تزدهر قواربها السياحية وأعمالها الحرفية وقطاعها الفندقي إلا عندما ينتهي هذا الصراع الذي طال أمده، حيث إن الإقليم ينتظر سلامًا حقيقيًا لا مجرد هدنة مؤقتة، لأن السلام وحده هو الذي سيطلق العنان لإمكانياته الكاملة.
للمزيد.. مؤشر الإرهاب العالمي 2025.. باكستان في المرتبة الثانية بسبب طالبان و1081 حالة وفاة 2024