أعلن مساعد وزير الخارجية الصيني هونج لي، اليوم الخميس، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون سيشارك في احتفالات الصين بيوم النصر المقررة في الثالث من سبتمبر المقبل، وذلك بدعوة رسمية من القيادة الصينية. ويُعد هذا الحضور هو الأول من نوعه للزعيم الكوري الشمالي في مناسبة تاريخية دولية تقيمها بكين، بما يعكس متانة العلاقات بين البلدين في ظل المتغيرات الدولية الراهنة.
وتقيم الصين بهذه المناسبة تجمعًا ضخمًا يتضمن عرضًا عسكريًا موسعًا في قلب العاصمة بكين، بمشاركة تشكيلات من قوات الجيش الشعبي الصيني، إلى جانب عروض رمزية تستحضر تضحيات الشعب الصيني خلال الحرب العالمية الثانية. ويأتي "يوم النصر" تخليدًا لانتصار الصين في الحرب ضد اليابان عام 1945، وهو حدث تاريخي بالغ الأهمية تراه بكين جزءًا من هويتها الوطنية ومن سرديتها في مواجهة الاستعمار والعدوان الخارجي.
وأكد هونج لي أن دعوة كيم جونج أون لحضور الاحتفالات تعكس العلاقات الاستراتيجية بين الصين وكوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن مشاركة الزعيم الكوري تأتي في وقت حساس تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية تطورات متسارعة تتعلق بالملف النووي والأمن الإقليمي. وأضاف أن الصين تسعى من خلال هذه المناسبة إلى توجيه رسائل سياسية تؤكد على وحدة الشعوب الآسيوية في مواجهة التحديات التاريخية والحديثة على حد سواء.
ومن المتوقع أن تشهد الاحتفالات حضور عدد من القادة ورؤساء الدول والحكومات من مختلف أنحاء العالم، في إطار إبراز الدور التاريخي للصين خلال الحرب العالمية الثانية، وتعزيز مكانتها كقوة عظمى لها تأثير واسع في الساحة الدولية. ويرى محللون أن مشاركة كيم جونج أون تحمل دلالات رمزية قوية، إذ تؤكد استمرار الروابط التقليدية بين بكين وبيونج يانج، فضلًا عن كونها فرصة للزعيم الكوري الشمالي لإظهار حضوره على الساحة الدولية في حدث عالمي الطابع.
وتعد العلاقات الصينية الكورية الشمالية من أقدم التحالفات في آسيا، حيث لعبت الصين دورًا محوريًا في دعم بيونج يانج سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا خلال العقود الماضية. ويعتقد خبراء أن مشاركة كيم في احتفالات بكين قد تفتح الباب أمام مشاورات جديدة بشأن القضايا الإقليمية، وعلى رأسها ملف نزع السلاح النووي، إضافة إلى قضايا التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويُتوقع أن يلقي الرئيس الصيني شي جين بينج كلمة رئيسية خلال الاحتفال، يستعرض فيها الدور التاريخي للصين في الحرب العالمية الثانية، ويربط بين الماضي والحاضر عبر إبراز التضحيات التي قدمها الشعب الصيني من أجل السلام العالمي. كما سيتخلل المناسبة عروض ثقافية وفنية تهدف إلى تخليد ذكرى الشهداء وتعزيز قيم الوطنية والتضامن الدولي.
ويشير مراقبون إلى أن احتفالات يوم النصر هذا العام تحظى بأهمية مضاعفة، كونها تأتي في ظل توترات دولية متصاعدة في آسيا والعالم، وهو ما يمنح المناسبة بعدًا سياسيًا يتجاوز الطابع التاريخي والاحتفالي، ليشكل منصة لإعادة تأكيد مواقف الصين حيال القضايا الدولية، وإظهار قدرتها على جمع الحلفاء والشركاء حول رؤية مشتركة للمستقبل.
