قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور: “إن حياة الفلسطينيين ووجودهم يتعرضان لخطر جسيم، في ظل فرض إسرائيل المجاعة على قطاع غزة أمام أنظار العالم، وتعمدها قتل المدنيين الأبرياء بشكل ممنهج وتشريد الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم، بينما تتجاهل دعوات دول العالم لوقف إطلاق النار وتواصل ارتكاب جرائمها اللاإنسانية في القطاع والضفة الغربية”.
وأوضح «منصور» – في كلمته أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في قطاع غزة، مساء الأربعاء، أن إسرائيل تواصل حظر دخول الصحفيين الدوليين والمحققين الأمميين إلى غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يرتكب جرائم بحق مليوني فلسطيني ويمنع موظفي الأمم المتحدة من أداء مهامهم في القطاع.
ولفت إلى أن إسرائيل اختارت توسيع عملياتها العسكرية والاستمرار في قتل المدنيين الأبرياء، وتفعل ذلك بشكل ملموس وممنهج بهدف تشريد الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم. وأضاف أن حياة الفلسطينيين وبقاءهم يتعرضان لخطر متواصل، إذ تكرر إسرائيل جرائمها وتصعيدها العسكري بشكل يومي ضد القرى والمخيمات والمدن والمواقع المقدسة، إلى جانب ممارسات العنف والإرهاب من قبل المستوطنين، والتي مازالت مستمرة وتزداد وحشية يومًا بعد يوم في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على توسيع المستوطنات وإقامتها عبر خطط غير مشروعة تستهدف خنق الشعب الفلسطيني وتفتيت الدولة الفلسطينية وإجهاض أي مسعى لتحقيق تقرير المصير والاستقلال، بل وتدمير حل الدولتين. وبيّن أن العالم شهد على إعدام إسرائيل للمدنيين في وضح النهار، واستهدافها للمرة الثانية مستشفى ناصر، بضربة مدروسة طالت المسعفين والصحفيين وكل من يعمل على توثيق الجرائم، حيث يُقتل هؤلاء أمام مرأى ومسمع العالم، مؤكدًا أن ما يحدث ليس حربًا بل فظائع تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء.
وتابع مندوب فلسطين قائلًا: إن إسرائيل منعت موظفي الأمم المتحدة والصحفيين الدوليين والمحققين من دخول غزة، وتصر على إحكام سيطرتها الكاملة على مسرح جريمتها، مانعةً نقل الصورة والوقائع، حتى تتفادى المساءلة الدولية، مضيفًا أن المدنيين الفلسطينيين يشكلون 83% من الضحايا، "فما من قوة على وجه الأرض تجرأت على فعل ما تفعله إسرائيل".
وأكد أن الدمار والموت والنزوح والتعذيب المستمر لشعب فلسطين مازال قائمًا، مشددًا على أن إسرائيل لا تدرك أن هذه الممارسات لا تشكل خطرًا على الشعب الفلسطيني وحده، بل تهدد أي أفق لتحقيق السلام والأمن في المنطقة بأكملها. وأضاف: "أي مستقبل مسالم ومستقر لن يتحقق إلا عبر فلسطين، ولا يمكن لأي سلام أن يُبنى إلا بوجود دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، يتمتع شعبها بكل حقوقه، ويعيش في عدالة وكرامة على أرضه".
وشدد منصور على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته سريعًا لوقف المجاعة التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين، داعيًا دول العالم إلى تكثيف جهودها والضغط على الاحتلال لوقف معاناة الشعب الفلسطيني، وفتح المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال: "غزة هي الجحيم على الأرض وأكبر مستودع للألم والدماء والدموع. ما يعانيه شعبنا لا يمكن وصفه نتيجة الجرائم الإسرائيلية"، مؤكدًا أن الفلسطينيين يسعون إلى السلام والأمن والازدهار المشترك. وأضاف أن هذه الرؤية جسدتها قرارات لا حصر لها صادرة عن الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين.
وأردف: علينا أن نجعل هذه القرارات واقعًا، ونحن على أتم الاستعداد كفلسطين وكعرب ودول عربية وإسلامية وشركاء دوليين، ليس في أوروبا فقط، بل أيضًا في الأمريكتين وأفريقيا وآسيا وسائر أنحاء العالم.
واختتم السفير منصور كلمته بالتأكيد على أن فلسطين وضعت خطة واضحة لمرحلة ما بعد الحرب، بدعم إقليمي ودولي، وأنها ملتزمة بتنفيذ هذه الخطة بنجاح. وشدد على أن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأن مستقبلها هو مستقبل فلسطين، قائلًا: "غزة غالية على فلسطين وجزء من أرضها، ولا بديل عن فلسطين في حكم غزة.
