أوضح الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة، أن السباق الصيني الأمريكي الأوروبي للحفاظ علي البيئة بجانب الحروب الاقتصادية بينهم يتمثل في مؤتمر الطاقة الجديدة والمتجددة بالصين في 28 أغسطس الجاري، وكذلك الجهود الأمريكية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك أوروبا التي بعد قطع أمتداد الغاز الروسي عنها تتجه للطاقة الجديدة والمتجددة.
واستطرد نصير في تصريح خاص لـ"الطريق" بأنه يوجد سباق عالمي نحو بيئة أفضل بين الصين وأمريكا وأوروبا حيث يشهد العالم اليوم مرحلة فارقة تتقاطع فيها الملفات البيئية مع الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، ففي الوقت الذي تشتد فيه المنافسة بين القوى الكبرى — الصين، الولايات المتحدة، وأوروبا — على النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي، يبرز ملف الحفاظ على البيئة والتحول نحو الطاقة الجديدة والمتجددة كأحد أهم ساحات السباق في القرن الحادي والعشرين.
وأكمل عضو البرلمان العالمي للبيئة الٱن الصين "منصة للطاقة الخضراء" في 28 أغسطس الجاري، تستضيف مدينة يينتشوان الصينية الدورة السابعة من معرض الصين–الدول العربية، حيث يتم لأول مرة تخصيص منطقة واسعة لعرض تطبيقات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وتابع، هذا التوجه يعكس إدراك الصين لضرورة قيادة العالم في مجال التحول الطاقي، ليس فقط للحد من الانبعاثات، بل أيضًا كجزء من إستراتيجيتها للريادة الاقتصادية والتكنولوجية، خصوصًا مع توسعها في مشاريع الطاقة الشمسية، الرياح، والهيدروجين الأخضر.
وعلي الجانب الٱخر أشار نصير، أن الولايات المتحدة تعمل على موازنة ملفان متشابكان: التنافس البيئي–التكنولوجي مع الصين، والجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الروسية–الأوكرانية، فالإدارة الأمريكية تدرك أن استمرار النزاع يضاعف الاعتماد على الوقود الأحفوري ويفتح الباب أمام ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا، ما قد يعرقل جهود التحول نحو البدائل النظيفة؛ لذلك، تسعى واشنطن إلى ربط سياساتها البيئية بملف الأمن العالمي لضمان قيادة اقتصادية وسياسية في المستقبل.
وفي نفس السياق، أوضح عضو البرلمان العالمي للبيئة أن أوروبا: من الاعتماد على الغاز الروسي إلى استقلال طاقي التي وجدت نفسها بعد الحرب الأوكرانية محرومة من الامتداد الروسي للغاز، فقد دفعتها الأزمة إلى الإسراع في تطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة، وأن دول الاتحاد الأوروبي استثمرت بكثافة في الشبكات الذكية، طاقة الرياح البحرية، ومشاريع البطاريات الضخمة، في محاولة لبناء استقلالية طاقية تجعلها أقل عرضة للتقلبات السياسية الدولية، وأكثر قدرة على تحقيق أهدافها المناخية بحلول عام 2050.
وبسؤال الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي هل هوا سباق بيئي أم حرب ناعمة؟
أجاب سيادته أنه رغم أن هذا السباق يبدو إيجابيًا من منظور بيئي، فإنه يحمل أيضًا جانبًا من المنافسة الاقتصادية والسياسية، فكل طرف يسعى لفرض نموذجه الطاقي وتقنياته على الأسواق العالمية، سواء عبر تصدير التكنولوجيا أو عبر الدخول في شراكات مع الدول النامية.
ومع ذلك، فإن النتيجة النهائية — إذا التزمت الأطراف بروح التعاون — قد تصب في صالح الإنسانية جمعاء، عبر تقليل الانبعاثات، الحد من التلوث، وضمان مستقبل أكثر استدامة نحو عالم أنظف وإن التقاء الأهداف البيئية مع الحسابات الاقتصادية والسياسية قد يكون هو الحافز الحقيقي لتسريع الانتقال الطاقي، فالصين بأدواتها الصناعية، أمريكا بقدراتها البحثية والتكنولوجية، وأوروبا بخبرتها التنظيمية والقانونية، يشكلون معًا مثلثًا قادرًا — رغم تنافسه — على رسم ملامح عالم جديد أقل تلويثًا وأكثر خضرة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.