أكد عبد الجبار سعيد، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة اعتادت من الاحتلال الاسرائيلي رفض الاتفاقات والانقلاب عليها فكلما حاولنا واقتربنا من التوصل إلى شيء من الاتفاق، وجدنا نتنياهو دائمًا يضع العصي في الدواليب ويعرقل ويضع شروطًا جديدة، يعلم هو نفسه أنها مستحيلة التطبيق
وقال سعيد في مداخلة مع قناة "العربي": "في هذه المرة، وكما كان في المرة السابقة، قدمنا موافقتنا على تصور الوسطاء تقريبًا كما هو، وهو قريب من التصور الماضي الذي وافقنا عليه أيضًا، والذي رفضه الاحتلال في ذلك الوقت وانقلب عليه، ثم خرجوا بتصريحات جميعنا استغرب مضمونها في حينه".
وتابع: "نحن نأمل الآن أن تتم الأمور كما ينبغي، وأن يضغط الوسطاء لمحاولة الوصول إلى شيء من الاتفاق لكن طبيعة تركيبة هذه الحكومة وطبيعة نتنياهو وانقلابه ومحاولاته الدائمة لإيجاد ما يعرقل الاتفاقات تجعلنا نتفاءل بحذر".
وأوضح: "المؤشرات المتعلقة بعملية مركبات جدعون في مرحلتها الثانية، والضغط على غزة، تؤكد أن هذا العدو مجرم ماضٍ في إبادته وإجرامه، ويحاول استثمار الموقف للضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات يتخيلها".
وأكمل: "ما لم يحققه في الميدان وعبر الضغط العسكري يريد أن يحققه عبر المفاوضات لكن بات معروفًا أن حماس ليست من الذين يخضعون لهذه الضغوط، ولا من الذين يخشون تهديدات مركبات جدعون ولا ما قبلها ولا ما بعدها".
وأوضح: "ما أعلنه العدو عن إمكانية توقف عملية مركبات جدعون إذا تم التوصل إلى اتفاق، وبعض تصريحات قياداته، ربما تعطي شيئًا من الأمل كما قلت، لكن بحذر هذا ليس لأن العدو يريد الاستجابة لتصور الوسطاء، وإنما لأنه يتعرض لضغط شديد من جهتين من الميدان ومن الداخل أكثر من أي ضغط آخر".
وأكمل: "قرار العدو ليس قرارًا حرًا أو مريحًا، بل هناك جملة من العوامل التي تحكمه وهذه حكومة متطرفة، ووزراؤها يهددون بالاستقالة في حال التوصل إلى اتفاق ونتنياهو يخاف على حكومته ولا يريد لها أن تنهار، ويسعى للحفاظ على مستقبله السياسي، فضلًا عن نظرته المتطرفة أصلًا".
واختتم: "نتنياهو ببنيته الفكرية والسياسية متطرف مثل سموتريتش وبن غفير، بل أشد تطرفًا في بعض القضايا وقد سمعنا إعلانه عن إسرائيل الكبرى وغيرها من التصريحات المتطرفة".
