توصل طلاب مصريون إلى تجربة رائدة لغسل السيارات بالطاقة الشمسية، تزامنًا مع الجهود العالمية لتسريع عملية التحول إلى المصادر النظيفة من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وفي هذا الإطار، تبرز مبادرات من داخل الجامعات المصرية للإسهام في مواجهة تغيّر المناخ من خلال حلول وتقنيات مبتكرة.
ومن بين هذه الحلول، قدّم طلاب الفرقة الثانية في قسم الميكاترونكس بجامعة حلوان التكنولوجية الدولية مشروعًا جديدًا -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- لغسيل السيارات بالسير الأوتوماتيكي.
وتعتمد فكرة المشروع على إعادة تدوير المياه والطاقة الشمسية من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وترشيد الموارد في آن واحد.
مشروع غسل السيارات بالطاقة الشمسية
طُوِّر مشروع غسل السيارات بالطاقة الشمسية، بإشراف وكيل كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة شرق بورسعيد التكنولوجية (السلام) الدكتور صبري موسى عبدالعزيز، حتى لا يقتصر على تحسين تجربة الغسيل، بل يضع نصب عينيه معالجة أبرز التحديات البيئية الناتجة عن الطرق التقليدية.
كما يستهدف المشروع تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 70% عبر نظام مغلق لإعادة التدوير مدعوم بفلاتر متطورة، ويعتمد على مواد تنظيف قابلة للتحلل الحيوي لا تُخلّف أيّ آثار ضارة في التربة أو المياه.

وأوضح الدكتور صبري موسى عبدالعزيز أن من أبرز مزايا المشروع تشغيله بالكامل بالطاقة الشمسية من خلال ألواح مثبتة فوق وحدة الغسيل، ما يعني تقليص الاعتماد على الكهرباء التقليدية وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ولفت عبدالعزيز -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن هذه الخطوة تتماشى مع الجهود العالمية للحدّ من البصمة الكربونية في قطاع النقل والخدمات.
التوسع في الطاقة الشمسية
يتضمن مشروع غسل السيارات بالطاقة الشمسية استعمال مضخات ذكية موفرة للطاقة ذات كفاءة أعلى وتكلفة تشغيل أقل.
ويعتمد النظام على الحساسات ووحدات التحكم (PLC) لتحقيق الأتمتة الكاملة، بما يقلل التدخل البشري ويُسرّع العملية مع تقليل الفاقد.
كما صُمم النموذج الأولي ليكون مدمجًا وصالحًا للمدن الذكية، بحيث يمكن تركيبه في محطات الوقود أو مواقف السيارات دون الحاجة إلى مساحات واسعة.
وأكد الدكتور صبري موسى عبدالعزيز أنه إلى جانب تقليل الانبعاثات والتلوث، يفتح المشروع الباب أمام فرص عمل جديدة للشباب في مجالات التشغيل والصيانة.
كما يعمل فريق الطلاب على تعزيز الوعي المجتمعي عبر حملات توعوية تشرح أهمية ترشيد الموارد والتوسع في استعمال الطاقة المتجددة.

وقال عبدالعزيز، إنه على الرغم من كون غسيل السيارات إجراءً يوميًا اعتياديًا، فإن هذا المشروع يكشف أنه قد يكون جزءًا من المعركة الكبرى ضد تغيّر المناخ.
وأضاف أن دمج الهندسة الميكانيكية والإلكترونية بالوعي البيئي يؤكد أن الحلول الخضراء ليست رفاهية، بل ضرورة لحياة أنظف ومستقبل منخفض الكربون.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..