منتزه مونتي سولي، إيطاليا - في مشهد نادر ومؤثر، تلا الكاردينال الإيطالي ماتيو تسوبي (Matteo Zuppi) أسماء 12,211 طفل شهيد من غزة، خلال قدّاس دام 7 ساعات متواصلة، في موقع كنيسة كاساجليا التاريخية بمنتزه مونتي سولي دي مارزابوتو، بالقرب من مدينة بولونيا الإيطالية.
“ما لا يمكن نسيانه”.. على صفحات الألم
الكاردينال تسوبي، المعروف بمواقفه الإنسانية، قرأ الأسماء من لائحة مكتوبة على 469 صفحة، حملت أسماء الأطفال الذين قُتلوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي. ولم يكتفِ الكاردينال بتلاوة الأسماء فحسب، بل أصرّ على ذكر كل اسم بصوت واضح، وكأنه يعيد لكل طفل هويته ووجوده وسط صمت العالم.
المكان ليس عاديًا: بين ذاكرة المذبحة.. وأصوات الشهداء الجدد
اختار الكاردينال موقع كنيسة كاساجليا داخل منتزه مونتي سولي، وهو نفس المكان الذي شهد مجزرة مارزابوتو الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية، حين قتل النازيون مئات المدنيين، من بينهم أطفال، في واحدة من أبشع جرائم القرن العشرين.
رمزية المكان حملت رسالة عميقة: من مذبحة التاريخ إلى مذبحة الحاضر، الألم يتكرر، والإنسانية يجب ألا تصمت.
واجب أخلاقي وروحي
وفي تصريح مقتضب بعد القدّاس، قال الكاردينال تسوبي:
تلاوة هذه الأسماء ليست فعلاً دينياً فقط، بل واجب أخلاقي وروحي. هؤلاء الأطفال ليسوا أرقامًا، بل أرواحًا بريئة تم انتزاعها من الحياة ظلماً.
وأضاف: علينا أن نُبقي ذاكرتهم حيّة، وأن نُطالب بالعدالة والسلام، لا بالانتقام أو الكراهية.
ردود فعل واسعة: صمت رسمي.. وتأثر شعبي
الحدث أثار ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحافة الدولية. بينما تجاهلت أغلب الجهات الرسمية في أوروبا الحدث، إلا أن العديد من الناشطين والحقوقيين وصفوه بفعل مقاومة روحية وإنسانية.