تشهد مصر نهضة غير مسبوقة في قطاع الغاز الطبيعي، ومع تزايد الاستثمارات الأجنبية وتكثيف عمليات التنقيب والإنتاج، تبرز مصر كمركز إقليمي للطاقة، مدعومة بشركات عالمية عملاقة تسعى لرفع إنتاجها في حقولها الواعدة.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض أحدث التطورات التي تشهدها مصر في عام 2025، مع التركيز على الشركات العالمية التي تقود هذه الطفرة، ودورها في تعزيز أمن الطاقة المصري ودعم الاقتصاد الوطني.
الاستثمارات الأجنبية تدفع عجلة الإنتاج
وتسعى مصر لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى 30% بحلول نهاية 2025، ليصل إلى 6 مليارات قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بـ 4.6 مليار قدم مكعبة حاليًا.
وهذه الطموحات مدعومة باستثمارات ضخمة تقدر بـ 2.2 مليار دولار في 9 اتفاقيات جديدة مع شركات عالمية، تشمل حفر 24 بئرًا في مناطق البحر المتوسط، خليج السويس، دلتا النيل، والصحراء الغربية.
والشركات البريطانية مثل "بي بي" و"بي جي"، والهولندية "شل"، والإيطالية "إيني"، والأمريكية "أباتشي"، تتصدر قائمة المستثمرين، مما يعكس ثقة عالمية متزايدة في إمكانات مصر الغازية.
دور الشركات العالمية قوة دافعة للإنتاج
وأعلنت شركة أباتشي الأمريكية عن خطط لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي في مصر بنسبة 15%، ليصل إلى 550 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول الربع الأخير من 2025.
وبدأت الشركة برنامج حفر مكثف في الصحراء الغربية منذ مارس 2025، مستفيدة من الحوافز التي قدمتها الحكومة المصرية، مثل تحسين أسعار الغاز وتسديد المستحقات المتأخرة، التي وصلت إلى 8.5 مليار دولار منذ يونيو 2024.

كما تتربع "إيني" على عرش إنتاج الغاز في مصر، حيث تعمل على تعزيز إنتاج حقل "ظهر" العملاق، أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، حيث تخطط الشركة لحفر بئرين جديدين بحلول نوفمبر 2025، لإضافة 120 مليون قدم مكعبة يوميًا، مع توقعات باستعادة مستويات الإنتاج السابقة البالغة 2 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول منتصف 2025.
أيضًا بي بي البريطانية تساهم بنسبة 25% من إنتاج الغاز الطبيعي في مصر، مع تركيزها على حقل "ريفين" في غرب دلتا النيل.
وبدأت الشركة في الربع الأخير من 2024 حفر بئرين جديدين، مما يسهم في إنتاج 220 مليون قدم مكعبة يوميًا إضافية، مع استثمارات تصل إلى 200 مليون دولار.
وتعمل "شل" على تطوير المرحلتين 10 و11 من حقول "رشيد والبرلس" في غرب الدلتا البحرية، بحفر 6 آبار تنموية باستثمارات 575 مليون دولار، لإضافة 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، كما بدأت الإنتاج من بئرين في المرحلة العاشرة بمعدل 86 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتدير "شيفرون" الأمريكية حقل "النرجس"، الذي يُعد من أهم الاكتشافات الغازية في مصر، باحتياطيات تقدر بـ 3 تريليونات قدم مكعبة، حيث بدأت الشركة حفر البئر الاستكشافية "سنجر"، مما يعزز آمال مصر في زيادة الإنتاج المستقبلي.
طريق الاكتفاء الذاتي
والآن الحكومة المصرية تعمل على تحفيز الشركات الأجنبية من خلال تسديد 1.2 مليار دولار من المستحقات في سبتمبر 2024، مع خطط لسداد 2.5 مليار دولار المتبقية، مما يعزز الثقة ويسرع عمليات الحفر، ويقرب لحظة الاكتفاء الذاتي.
وتسعى مصر لاستعادة مكانتها كمصدر رئيسي للغاز المسال، مع خطط لتسييل الغاز المستورد من قبرص وإسرائيل لإعادة تصديره إلى أوروبا.
كما يعزز دخول شركات مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل" إلى جانب الشركاء التقليديين الثقة في استراتيجية مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2027، مع توقعات بإنتاج 6.6 مليار قدم مكعبة يوميًا.
ومع استمرار الشركات العالمية في ضخ استثماراتها في حقول الغاز المصرية، تقترب مصر من تحقيق حلمها بالتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
والجهود المشتركة بين الحكومة المصرية وشركائها الأجانب، بدعم من حوافز مالية وتكنولوجيا متقدمة، تضع البلاد على مسار واعد نحو الاكتفاء الذاتي والتصدير. في عام 2025، يبدو أن مصر ليست مجرد وجهة استثمارية، بل شريك استراتيجي يشكل مستقبل الطاقة في المنطقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.