في زمن تتشابك فيه المعاني وتضيع فيه التفاصيل بين الواقع والخيال، يطل فيلم "حين يكتب الحب" كإحدى أبرز التجارب السينمائية المنتظرة، جامعًا بين الدراما الجريئة والرؤية الإنسانية العميقة يشارك في بطولته نخبة من النجوم: معتصم النهار، أحمد الفيشاوي، جميلة عوض، سوسن بدر، سارة بركة، إلهام صفي الدين، محسن بن منصور، نانسي صلاح، إضافةً إلى الفنان شريف حافظ، فيما لا يزال فريق العمل يستكمل ترشيحاته الفيلم من تأليف سجى محمد الخليفات، وإخراج محمد هاني.
ولأن حضوره الفني أصبح علامة لافتة في السنوات الأخيرة، جلسنا مع الفنان شريف حافظ، الذي عُرف باختياراته الدقيقة وقدرته على تقديم الشخصيات المركبة، ففتح قلبه ليتحدث عن معنى الحب، عن التمثيل كحياة ثانية، وعن التجربة الجديدة التي يخوضها في هذا العمل.

نص الحوار
بدايةً، ما هو معنى الحب بالنسبة لك كإنسان وكفنان؟
"الحب في حد ذاته هو المعنى ولا يقبل التفسير".
إذا وقفت شخصيتك في الفيلم أمام شريف الحقيقي… ماذا ستقول له؟ وهل ستتشابهان أم تتصادمان؟
"أول ما سيقوله شريف في الفيلم لشخصيتي الحقيقية: فعلت مثلك، لكنني لم أعد مثلك".
الفيلم يحمل فكرة جريئة ومحتوى غير تقليدي… هل شعرت بتردد في بعض المشاهد؟
"لم أشعر بأي تردد، فالموضوع عُرض بجرأة محسوبة بعيدًا عن الفجاجة".
كثيرًا ما يُقال إن التمثيل مساحة للهروب من الواقع… فما الذي تهرب منه عندما تدخل شخصية جديدة؟
"لا أهرب من الواقع، بل ألوّن الواقع بلون الفن والإحساس الذي في داخلي، لذلك أشعر أمام الكاميرا أنني في بيتي".
لو أُتيحت لك الفرصة لمحو تجربة من مسيرتك وإعادة تقديمها… ماذا ستختار؟
"المسألة ليست في المحو، بل في أن أمرّ بالتجربة وأكتسب خبرتها لأوظفها فيما هو قادم… الحل دائمًا في المستقبل".
النجاح أحيانًا أصعب من الفشل لأنه يضع الفنان تحت ضغط أكبر… كيف تتعامل مع ذلك؟
"النجاح يُحضَّر له. وأرى أن نجاح الفيلم يجب أن يجهزني للخطوة التالية، فلا بد أن أكون مستعدًا دومًا".
وماذا لو وُصف الفيلم بأنه مغامرة غير محسوبة؟
"كل الأفلام مغامرات؛ هناك من يحالفها الحظ وتنجح، وأخرى لا توفق النقد البناء دوره أن يسلّط الضوء على نقاط القوة والضعف ليُوعي الجمهور وصناع الفن، أما النقد غير الواعي فلا قيمة له".
اعتاد الجمهور أن يراك في أدوار مركبة وصعبة، لكن هنا تخوض تجربة مختلفة… ما الذي جذبك إليها؟
"لم أختر الشخصية بنفسي، بل رشحني المخرج، وعندما قرأتها أحببتها جدًا وأشعر أنها مختلفة وستنال إعجاب الجمهور".
هل هناك وصف أو لقب من الجمهور أو النقاد أزعجك؟
"لا شيء يزعجني، فأنا أركز دائمًا على النقد البناء الذي يساعدني على تقديم الجديد والمختلف، وأتمنى أن يكون الحوار بيننا دائمًا مفتوحًا لنطور أنفسنا معًا".

يختتم شريف حافظ حديثه بابتسامة هادئة، مؤكدًا أن الفن بالنسبة له ليس مجرد مهنة بل بيت ومساحة صادقة للتعبير عن أعماق الإنسان. ويضيف أن مشاركته في "حين يكتب الحب" تمثل محطة مميزة في مشواره، يراها خطوة تحمل في طياتها مسؤولية مضاعفة، خاصة وهو يؤمن أن النجاح ليس غاية في حد ذاته، بل بداية لطريق جديد يجب أن يكون أكثر قوة ونضجًا.