لا أعرف من أين أبدأ.. ونقطة البداية في كل شئ "ضائعة" ولم تجد كل محاولات البحث عنها، أظن أنه كان من الأحرى بنا أن نبحث أولًا عن أشخاص جيدين ليتولوا هم مهمة البحث عن نقطة البداية الضائعة.
أما وأن الحكومة اختارت الدكتور أحمد فؤاد هنو لذلك وهو فنان تشكيلي، فربما كان الاختيار لإعادة رسم وتشكيل الوسط الثقافي الذي لم يكن الوزير جزءًا منه قبل توليه الوزارة، بل وكان منفصلًا انفصالًا كليًا عن الجماعة الثقافية على أقل تقدير.
ويبدو أن اللوحة القائمة لم ترق له، ونحن جميعًا كنا ننشد التغيير والتطوير، لكن فيما يبدو أن روح "التشكيلي" تغلبت على روح "الوزير" فرأيناه يستخدم الممحاة في غير محلها، ويعتمد على حوامل للوحات المؤسسات الثقافية تخضع للأهواء وليس لمعيار الكفاءة.. ليس هذا فحسب لكنه خلط فيما يبدو بين جميع الألوان واستخدم السكين بدلًا من الفرشاة.
لن أتحدث عن الدكتورة غادة جبارة وما يجري حول أكاديمية الفنون، ولا ما أثارته الزميلة "حرف" عن فتى الوزير الدكتور "خالد أبو الليل" الذي آثره على الكاتب الكبير "عبد الرحيم كمال"، ثم رد عنه اتهامًا في سابقة لم تحدث كثيرًا أن يُجري وزير حوارًا ليخلع عن "أبو الليل" عباءة الإخوان التي أرادت الزميلة "حرف" أن تلبسه إياها.. وهنا لنا وقفة حيث أنه لا يجوز إطلاق العنان لذلك الوصف دون أدلة واضحة، لكن ما يمكن التأكيد عليه أن بيننا الكثير ممن ليسوا "إخوان" ولكن لديهم "ذهنية إخوانية" وأظن أن هذا كان المقصد من ملفات "أبو الليل" في "حرف".. وبالمناسبة أنا لست ضد الرجل ولا أشكك في كفاءته، ولكني ضد تلك الظواهر التي تبزغ فجأة ويثار حولها لغط.. ربما كان الأحرى بـ«حرف» أن تعلو بمعركتها فتجعل النزال مباشرة مع الفنان التشكيلي لا لوحاته.. لأن خسارتها التي فيما يبدو أنها وقعت تعطي شرعية للخطأ.
وكما أنني لم أتحدث عن الدكتورة غادة جبارة الآن، سأرجئ الحديث عن الفنانة المرموقة الدكتورة رانيا يحيى، والدكتورة كرمة سامي مؤقتًا، لأن حدث استقالة رئيس الهيئة العامة للكتاب أمر يثير التساؤلات، ويؤكد أن هناك تصورًا موضوعًا لتصعيد أشخاص بعينهم إلى المناصب الثقافية مأموني الجانب بالنسبة للوزير، لذا لم يكن هناك دهشة من ترويج بعض الصفحات للدكتور "أبو الليل" ليكون المنقذ لمعرض الكتاب الذي تخلى عنه "العساسي" قبل انطلاقه بشهور، ومن بين تلك الصفحات حتى لا ندعي نحن جماعة الصحفيين الطُهر، فهناك بعض الزملاء الذين أقنعهم الوزير بطريقة ما على أن هدفه نبيل، وهم طيلة عمرهم مع تحقيق الأهداف النبيلة.. لذا يتطوعون بالحديث باسم الوزير فسبحان مقلب القلوب.
الاسم الآخر المطروح لتولي رئاسة الهيئة العامة للكتاب هو الدكتور هيثم الحاج على.. وهنا "لا تعليق" لا انتقاصًا من قدر الرجل ولكن لأنه لن يكون هناك جديد لنتحدث عنه.. يبقى أن نقول ونحن نحاول طرح أسماء لتولي رئاسة الهيئة العامة للكتاب وندور في فلك اختيارات محدودة علينا أن نجتهد في ترشيحات لخلافة الوزير فالتغيير سنة الحياة.
في النهاية، كما قلت مع احترامي الكامل لجميع من ورد اسماؤهم بهذا المقال، فما كتبته ليس انتقاصًا لأحد ولا محاباة لأحد ولكن كما قيل: قلت أن لديهم شيئًا يفخرون به.
قال: ماذا يسمون ذلك الشئ الذي يجعلهم فخورين؟
قلت: يسمونه "ثقافة".. فهذا ما يميزهم وأخشى أن يفقدوه.