أكد أحمد الصفدي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد اجتياح قطاع غزة ولكنه يرسل وفودا للتفاوض مع المقاومة في نفس الوقت.
وقال الصفدي في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "طالما أن نتنياهو يريد اجتياح واحتلال كل قطاع غزة، فلماذا يرسل وفدًا مفاوضًا في ذات التوقيت؟ من يريد اجتياح كل غزة يقلب طاولة المفاوضات".
وأضاف: "من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي أمام معضلة؛ فهو في الحرب يريد عربات جدعون 2 ويريد احتلالًا كاملًا، بينما فشل في عربات جدعون 1 التي أدت إلى احتراق تلك العربات وعودة جزء منها مسحوبًا ومحترقًا، أما الأخرى فقد دفنوها حتى يخفوا آثارها في قطاع غزة بجرافاتهم".
وتابع: "الآن تلقوا كمائن المقاومة كما ذكرتم في خان يونس، ومحاولة أسر جنود قد تؤدي إلى تعقيد المشهد الجيش الإسرائيلي في معضلة؛ إذا كان قد فشل في المرحلة الأولى أو الحرب الجزئية في عربات جدعون 1، فهل سينجح في الحرب الأصعب التي تنتظره حيث فصائل المقاومة والكمائن والمزيد من التحديات؟".
وتابع: "أما طاولة المفاوضات فكان الحديث عن صفقة جزئية عطلها نتنياهو والحكومة اليمينية المتطرفة الآن لا يريد صفقة جزئية بل يريد صفقة كاملة، ولكن إذا كان قد عطل الصفقة الجزئية فما بالك بالصفقة الكاملة؟ إنهم غير جادين في موضوع الحرب، وهم أيضًا غير جادين في المفاوضات".
وواصل: "هذا الإرباك والتردد الإسرائيلي يدفعهم أثمانًا جنود قتلى، وربما جنود أسرى، وهذا يشكل خطرًا على أسراهم نتيجة سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، فهي تنعكس على الأسرى الإسرائيليين أيضًا، لأنه حينما يجوع الشعب يجوع الجميع، فالجوع لا يعرف فلسطينيًا أو إسرائيليًا".
وذكر: "النقطة الثانية هي أن محاولة اقتحام غزة بشكل شامل وحرب شاملة قد تؤدي إلى قتل الأسرى الإسرائيليين. إذن هناك مخاطر، وهناك تحذيرات وإرباك نتنياهو يريد استخدام الضغط العسكري كوسيلة لجلب المقاومة مستسلمة على طاولة المفاوضات أو متنازلة، ولكن حتى هذه اللحظة لم ينجح".
واختتم: "المقاومة أبدت مرونة وتجاوبت مع الوسيطين المصري والقطري وكان ردها إيجابيًا، بينما نتنياهو يعرقل الرد ويرسل الوفد ولا يمنحه الصلاحيات، ويستخدم الأساليب ذاتها التي لم تعد تنطلي على المجتمع الإسرائيلي".