قالت ناطقة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إن الجيش بدأ اتصالات تحذيرية مع جهات طبية ومنظمات دولية في شمال قطاع غزة، استعدادًا لإخلاء شامل لسكان مدينة غزة باتجاه الجنوب، وذلك تمهيدًا لعملية عسكرية واسعة للسيطرة الكاملة على المدينة.
وفي تسجيل نشرته "كابتن إيلا" على منصة "إكس"، ظهر اتصال بين ضابط من وحدة الارتباط والتنسيق التابعة للجيش الإسرائيلي ومسؤول صحي في شمال القطاع، يُبلغه خلاله بقرب دخول القوات إلى مدينة غزة، ويدعوه للإخلاء التام نحو الجنوب.
وذكر الجيش أنه أطلق ما وصفه بـ"الإنذارات الأولية" للمنظمات الطبية والدولية العاملة في شمال القطاع، لإبلاغها بضرورة الاستعداد لنقل معداتها إلى الجنوب، ضمن خطة إجلاء سكان المدينة.
وفي السياق ذاته، صرّح المتحدث العسكري إيفي ديفرين، الأربعاء، أن إسرائيل دخلت المراحل الأولى من عمليتها للسيطرة على غزة، مشيرًا إلى وجود "سيطرة شبه كاملة" على أطراف المدينة.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل باتت على وشك إنهاء ما وصفه بـ"حرب الجبهات السبع" ضد إيران وحلفائها، مشددًا على مواصلة العمليات العسكرية حتى "القضاء على حماس"، بحسب تعبيره.
وفي مقابلة مع "سكاي نيوز أستراليا"، قال نتنياهو إن الحرب في غزة قد تنتهي "اليوم" إذا ألقت حركة حماس السلاح وأفرجت عن الرهائن المتبقين، على الأقل أولئك الذين ما زالوا أحياء.
تعبئة واستعداد
وبالتوازي مع التصعيد، وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خطة عسكرية للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، تتضمن استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط. وبدأت عملية التعبئة الأربعاء، على أن تستمر موجات الاستدعاء خلال شهري أكتوبر ونوفمبر وحتى مطلع العام المقبل.
وبحسب مصادر إسرائيلية، تشمل الخطة إنشاء "بنية تحتية إنسانية" مؤقتة في جنوب غزة، عبر إدخال خيام ومعدات إيواء، تمهيدًا لإصدار تحذيرات إخلاء إلى ما يقارب مليون فلسطيني يقيمون في المدينة.
وقد تم إعداد الخطة خلال اجتماع ضم رئيس الأركان إيال زامير، وقيادات عسكرية وأمنية بارزة، إلى جانب ممثلين عن جهاز الشاباك.
تداعيات وإنذار دولي
التحركات الإسرائيلية لتوسيع العملية العسكرية أثارت ردود فعل عربية ودولية منددة، في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، وتحويل القطاع إلى منطقة منكوبة تغص بالأنقاض.
