في ضربة أمنية جديدة لمواجهة جرائم استغلال الأطفال، تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من ضبط 24 شخصًا – أغلبهم مسجلون خطر – لاتهامهم باستغلال 23 طفلًا في أعمال التسول واستجداء المارة بمناطق بولاق الدكرور، ومدينة نصر، ومصر الجديدة، والنزهة بمحافظتي القاهرة والجيزة.

تفاصيل العملية الأمنية
البداية كانت مع تحركات الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة، حيث نجحت في ضبط 23 شخصًا وسيدة، بينهم 14 لهم معلومات جنائية، أثناء قيامهم باستغلال الأطفال في أعمال التسول وبيع السلع بطريقة إلحاحية.
وتم العثور بصحبتهم على 23 طفلًا من الأحداث المعرّضين للخطر أثناء ممارستهم أنشطة التسول في الشوارع.
وبمواجهة المتهمين، أقروا بممارسة نشاطهم الإجرامي على نطاق واسع، من خلال توزيع الأطفال على مناطق حيوية، واستغلالهم في التسول بشكل منظم يدر عوائد مالية يومية.

تسليم الأطفال وحماية الضحايا
على الفور، اتخذت الأجهزة الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة، وتم تسليم الأطفال لذويهم بعد أخذ التعهدات بحسن رعايتهم، بينما جرى التنسيق مع الجهات المختصة لإيداع الأطفال الذين تعذّر الوصول إلى أهاليهم داخل دور رعاية اجتماعية، حفاظًا على سلامتهم ومنع استغلالهم مجددًا.
“الثقب الأسود”.. سر تحركات العصابة
القضية ارتبطت بما كشفه مؤخرًا رامي الجبالي، مؤسس صفحة “أطفال مفقود”، الذي أطلق على الموقع الذي تتحرك فيه العصابة اسم “الثقب الأسود”.

وأوضح الجبالي أن فريقه من المتطوعين تابع المكان طوال ثلاثة أشهر، حيث رصدوا دخول وخروج مستمر لعشرات الأطفال والنساء والشباب على مدار 24 ساعة، مع توقف سيارات ودراجات لتسليم أغراض مشبوهة لسكان الموقع.
وأشار إلى أن المكان عبارة عن مساحة واسعة تحت الأرض، له مدخل رئيسي وأكثر من مخرج جانبي، يُستخدم للهروب حال حدوث أي طارئ، وهو ما ساعد العصابة على الاستمرار طوال هذه الفترة قبل الإيقاع بهم.

خطوة تحمي الأطفال وتكشف المستور
يُعد هذا التحرك الأمني ضربة قوية لشبكات استغلال القُصّر في أعمال التسول، كما يفتح الباب أمام مزيد من التحقيقات لكشف خيوط الشبكة التي وُصفت بـ”الثقب الأسود” في قلب القاهرة والجيزة، والتي حوّلت أطفالًا أبرياء إلى وسيلة للكسب غير المشروع.