في مشهد يتكرر يوميًا، تواصل مصر حصد ثمار جهودها الأثرية من خلال اكتشافات متجددة في مختلف مناطقها، سواء على اليابسة أو في أعماق البحار.
وفي هذا السياق، أعلن الدكتور محمد خالد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن انتشال مجموعة من القطع الأثرية من ميناء أبو قير البحري، ضمن مشروع قومي واسع لتطوير المنطقة وكشف أسرارها التاريخية الغارقة.
أبو قير.. بوابة لاكتشافات أثرية بحرية فريدة
اكتشافات تحت الماء تكشف أسرار الماضي:
أوضح د. إسماعيل أن عمليات التنقيب في ميناء أبو قير لا تتوقف عند البر، بل تمتد إلى أعماق البحر، حيث تم مؤخرًا انتشال مجموعة من القطع الأثرية، في إطار مشروع تطوير شامل تشهده المنطقة.
ويُعد هذا المشروع جزءًا من خطة الدولة لإعادة إحياء المواقع التاريخية وتعزيز قيمتها السياحية والثقافية.
رصد متكامل للآثار البرية والبحرية:
أشار الأمين العام إلى أن الاكتشافات لم تكن مفاجئة بالكامل، فقد سبقها في عام 2023 حفائر كبيرة تحت سطح الأرض، وبعد تتبع امتداداتها، تم التوصل إلى بقاياها الغارقة تحت مياه البحر، وهو ما يؤكد الطبيعة الديناميكية للمنطقة الأثرية.
شواهد على كارثة طبيعية غمرت المدينة
بقايا مبانٍ ثابتة تحت سطح الماء:
من أبرز ما تم التوصل إليه وجود مبانٍ أثرية ثابتة تحت الماء، ما يرجح أن المنطقة تعرضت في العصور القديمة لكارثة طبيعية ضخمة، مثل زلزال مدمر أو تسونامي، أدى إلى غمر جزء كبير من المدينة.
تماثيل مكسورة الرأس تؤيد فرضية الزلزال:
أضاف إسماعيل أن معظم التماثيل المكتشفة كانت مكسورة الرأس، وهو مؤشر أثري هام يدعم فرضية حدوث زلزال كبير تسبب في تحطم أجزاء من المدينة، وغمرها لاحقًا بالمياه.
أهمية الاكتشافات في حماية التراث المصري
رسالة تؤكد حرص الدولة على التراث:
أكد الأمين العام أن هذه الاكتشافات المتواصلة تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتراثها التاريخي، والعمل الدؤوب للحفاظ عليه، سواء كان فوق الأرض أو غارقًا في أعماق البحار.
مشروع تطوير أبو قير.. أكثر من تنمية عمرانية:
يمثل المشروع القومي لتطوير منطقة أبو قير أكثر من مجرد خطة عمرانية، بل هو مشروع لإحياء التاريخ، يدمج بين الجوانب السياحية والعلمية، ويسعى لكشف مزيد من أسرار مصر الغارقة، وتعزيز موقعها العالمي كمتحف مفتوح.
الإعلان المرتقب عن سفينة غارقة
خطط مستقبلية لاكتشاف سفن أثرية:
في ختام كلمته، كشف د. محمد خالد إسماعيل عن مفاجأة قريبة قائلًا:"نحتفل اليوم بانتشال بعض القطع الأثرية، وسيتم مستقبلًا الإعلان عن اكتشاف سفينة غارقة."
ويُعد هذا الإعلان المنتظر دليلاً جديدًا على أن أعماق البحار المصرية ما زالت تحمل الكثير من الكنوز الأثرية التي لم ترَ النور بعد.