في قلب الصحراء الغربية، حيث تمتزج الرمال بالثروات المدفونة في أعماق الأرض، تخطط شركة "أباتشي" الأمريكية لخطوة جديدة تعكس طموحها المتنامي في السوق المصرية، عبر زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنسب لافتة تترجم ثقة المستثمر الأجنبي في قطاع الطاقة المحلي.
رفعت أسعار شراء الغاز المنتج حديثًا بنسبة 61%
أعلنت الشركة أنها بصدد رفع إنتاجها من الغاز بنحو 15% ليصل إلى 550 مليون قدم مكعب يوميًا خلال الربع الأخير من 2025، وذلك ضمن برنامج حفر وتوسعة بدأ منذ مارس الماضي، ويأتي هذا التوجه بالتزامن مع تحفيزات حكومية رفعت أسعار شراء الغاز المنتج حديثًا بنسبة 61%، وهو ما يمنح استثمارات الطاقة جاذبية إضافية.
الشركة ستضيف ما يقارب 70 مليون قدم مكعب من الغاز
مسؤولو "أباتشي" أكدوا أن الشركة ستضيف ما يقارب 70 مليون قدم مكعب من الغاز مع استكمال إنشاء وتحديث التسهيلات الإنتاجية في مناطق امتيازها، وهو ما يعزز مكانة "خالدة" – الشركة المشتركة مع هيئة البترول – كأحد أعمدة الإنتاج بالصحراء الغربية.
وتشير بيانات الشركة إلى أن استثماراتها في مصر قفزت إلى 2.7 مليار دولار خلال 2024 مقارنة بملياري دولار فقط في 2023، بينما يبلغ إجمالي إنتاجها نحو 211 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا بين الزيت الخام والغاز.
زيادة المعروض المحلي من الغاز وتقليل الاعتماد على الواردات
من جهتها، تؤكد وزارة البترول أنها تواصل العمل على تعزيز الشراكات الأجنبية وضمان انتظام سداد المستحقات، بهدف زيادة المعروض المحلي من الغاز وتقليل الاعتماد على الواردات، خصوصًا في أوقات الذروة خلال فصل الصيف لتأمين احتياجات الكهرباء.
وبينما تراهن القاهرة على هذه الاستثمارات كجزء من استراتيجيتها الطاقوية، تبدو "أباتشي" في مسار متصاعد، مستفيدة من بيئة استثمارية أكثر مرونة وتوجه حكومي واضح نحو استدامة موارد الطاقة.
وتأتي تحركات "أباتشي" في مصر لتؤكد أن قطاع الطاقة بات محط أنظار المستثمرين العالميين، خاصة مع التوجه الحكومي لتقديم حوافز وضمانات تشجع على ضخ المزيد من الاستثمارات. فزيادة إنتاج الغاز ليست مجرد أرقام في جداول اقتصادية، بل تمثل خطوة حيوية لتعزيز أمن الطاقة الوطني وتقليل فجوة الاستهلاك والإنتاج، لا سيما في أوقات الذروة الصيفية.
كما تفتح هذه الزيادة الباب أمام تعزيز الشراكات بين القاهرة والشركات الأجنبية الكبرى، وهو ما يعكس ثقة متنامية في السوق المصرية وقدرتها على توفير بيئة استثمارية مستقرة تدفع نحو مستقبل أكثر استدامة في مجال الطاقة.