أخبار عاجلة
موعد انطلاق «أهلًا مدارس» بالمحافظات -
وزير الإسكان يتفقد محاور وطرق مدينة الشروق -

الصيام المائي بين الفوائد والمخاطر.. ما الذي يجب معرفته قبل خوض التجربة؟

الصيام المائي بين الفوائد والمخاطر.. ما الذي يجب معرفته قبل خوض التجربة؟
الصيام المائي بين الفوائد والمخاطر.. ما الذي يجب معرفته قبل خوض التجربة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يجد الصيام المائي مكانًا متزايدًا في دائرة النقاشات الصحية والروحانية خلال السنوات الأخيرة، وهذا النوع من الصيام يقوم على الامتناع التام عن الطعام والاكتفاء بشرب الماء فقط، لفترات قد تمتد من يوم واحد حتى ثلاثة أيام، ورغم أن الفكرة تبدو بسيطة، فإن تأثيراتها على الجسم معقدة للغاية ولا تزال قيد البحث العلمي المكثف، ويقبل البعض على هذه التجربة لأسباب مختلفة.

ووفقا لـ healthline فهناك من يسعى إلى فقدان الوزن بسرعة، وآخرون يبحثون عن “تطهير داخلي” للجسم والتخلص من السموم، فيما يراه آخرون ممارسة دينية أو روحانية تعزز صفاء الذهن، غير أن خبراء التغذية والأطباء يحذرون من أن الصيام المائي ليس خيارًا مناسبًا للجميع، وقد ينطوي على مخاطر في حال عدم التعامل معه بحذر.

 

ما هو الصيام المائي وكيف يعمل؟

الصيام المائي يعد من أشد أشكال الصيام صرامة، إذ لا يُسمح فيه بتناول أي شيء سوى الماء. ينصح الأطباء ألا تتجاوز مدته 72 ساعة من دون إشراف طبي، لأن الاستمرار أكثر من ذلك قد يؤدي إلى اختلال خطير في توازن الأملاح والسوائل داخل الجسم.

خلال الساعات الأولى، يستنفد الجسم مخزونه من الجلوكوز، ثم يبدأ بالاعتماد على الدهون لإنتاج الطاقة عبر ما يعرف بالتحول الكيتوني، هذه العملية قد ترفع من مستويات الكيتونات، وهي جزيئات يعتقد بعض الباحثين أنها تحمي الخلايا العصبية وتساعد على تحسين حساسية الإنسولين.

لكن التوقف عن تناول الطعام يعني أيضًا فقدان مصدر أساسي من المياه التي يحصل عليها الجسم عادة من الغذاء (20–30٪ من احتياجاته اليومية)، مما يزيد من احتمالية الجفاف إذا لم يُعوَّض ذلك بشرب كميات كافية من الماء، تتراوح بين لترين وثلاثة لترات يوميًا.

التحضير والتدرج ضرورة

الانتقال المفاجئ إلى الصيام المائي قد يكون صادمًا للجسم، لذلك ينصح بالتهيئة عبر تقليل الوجبات أو تجربة الصيام المتقطع لبضعة أيام مسبقًا، وخلال فترة الصيام، يُفضل تجنب المجهود البدني الكبير، مع الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.

أما بعد انتهاء الصيام، فلا يُنصح بالعودة مباشرة إلى الأطعمة الثقيلة، بل يجب إدخال الطعام تدريجيًا، بدءًا بعصائر طبيعية أو حساء خفيف، ثم وجبات صغيرة سهلة الهضم، لتفادي ما يُعرف بـ”متلازمة إعادة التغذية”، وهي حالة خطيرة قد تطرأ نتيجة تغير مفاجئ في توازن الأملاح بعد تناول وجبة دسمة.

الفوائد المحتملة

رغم محدودية الدراسات على البشر، إلا أن أبحاثًا متعددة تشير إلى فوائد قد يحققها الصيام المائي، أبرزها:
• تنشيط عملية الالتهام الذاتي: وهي آلية طبيعية تقوم فيها الخلايا بإزالة الأجزاء التالفة، ما يعزز الصحة الخلوية ويُعتقد أن له دورًا في الوقاية من أمراض مثل السرطان والاضطرابات العصبية.
• خفض ضغط الدم والكوليسترول: بعض الدراسات أوضحت أن الصيام المائي تحت إشراف طبي ساهم في تقليل ضغط الدم وعلامات الالتهاب.
• تحسين حساسية الأنسولين واللبتين: مما يساعد في تنظيم مستويات السكر والشهية.
• خفض الدهون الثلاثية والجذور الحرة: وهو ما ينعكس على خفض مخاطر أمراض القلب والشيخوخة المبكرة.

المخاطر والآثار الجانبية

في المقابل، لا يخلو الصيام المائي من تحديات صحية قد تجعله خيارًا محفوفًا بالمخاطر إذا طُبّق عشوائيًا:
• فقدان الكتلة العضلية عند استمرار الصيام لفترات طويلة.
• احتمالية الجفاف بسبب غياب الطعام كمصدر إضافي للماء.
• انخفاض الضغط الانتصابي عند الوقوف المفاجئ، ما قد يسبب دوارًا أو إغماء.
• تفاقم أمراض قائمة مثل النقرس، السكري، أو اضطرابات الأكل.
• خطورة خاصة على الحوامل والأطفال وكبار السن دون إشراف طبي.

هل هو وسيلة لفقدان الوزن؟

رغم أن الصيام المائي يؤدي بالفعل إلى فقدان سريع للوزن، فإن الجزء الأكبر من هذا الفقدان يكون نتيجة نقص الماء والجليكوجين، وليس الدهون وحدها. كما أن الجسم قد يستعيد الوزن بسرعة بعد العودة إلى الغذاء، مما يجعله خيارًا غير مثالي لخسارة الوزن على المدى الطويل.

بدائل أكثر أمانًا

يرى خبراء الصحة أن أنظمة مثل الصيام المتقطع (16:8) أو نظام 5:2 تمثل بدائل أكثر أمانًا، لأنها تسمح بتناول الطعام وتقلل من خطر نقص العناصر الغذائية أو فقدان العضلات.

الخلاصة

الصيام المائي يظل تجربة مثيرة للاهتمام تجمع بين الأبعاد الصحية والروحانية، ورغم ما قد يحمله من فوائد مثل تحسين مؤشرات الضغط والسكر، إلا أنه ليس مناسبًا للجميع، وقد تكون مخاطره أكبر من منافعه إذا تم تطبيقه بشكل عشوائي أو لفترات طويلة. لذلك، يبقى المبدأ الأهم: استشارة الطبيب أولًا، وممارسة التجربة بحذر ووعي كامل لإشارات الجسد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «عمومية الإسماعيلي» تهدد النادي باستمرار إيقاف القيد
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة