أعلنت شركة OpenAI عن طرح أرخص باقة اشتراك حتى الآن تحت اسم ChatGPT Go، وذلك حصريًا في السوق الهندي في المرحلة الأولى. جاء الإعلان على لسان نيك تورلي، رئيس قسم المنتجات بالشركة، عبر منصة X، حيث أوضح أن الاشتراك الجديد سيمنح المستخدمين وصولًا موسعًا إلى خدمات الذكاء الاصطناعي بأسعار منخفضة مقارنة بالخيارات السابقة.
تفاصيل الاشتراك الجديد
يبلغ سعر باقة ChatGPT Go نحو 390 روبية هندية (ما يعادل 4.60 دولار أمريكي)، وهو ما يجعلها أكثر مرونة للمستخدمين الذين يبحثون عن حلول أقل تكلفة. وتشمل الباقة حدودًا أوسع من الباقة المجانية بما يقارب عشرة أضعاف في ما يتعلق بعدد الرسائل المرسلة، وإنشاء الصور، وتحميل الملفات.
وبحسب ما جاء في إعلان تورلي، فإن إطلاق الخطة الجديدة جاء استجابة لمطالبات المستخدمين بضرورة توفير خيارات اشتراك في متناول شرائح أوسع. وأكد أن اختيار الهند كبداية يأتي بهدف جمع الملاحظات من المستخدمين المحليين قبل التوسع إلى أسواق أخرى.
تسريب مسبق وخطط تسعير بالعملة المحلية
كانت تقارير سابقة قد كشفت عن نية OpenAI طرح خطة جديدة منخفضة التكلفة. ومؤخرًا، بدأت الشركة بالفعل في تقديم خيارات دفع بالعملة المحلية داخل الهند عبر نظام المدفوعات الهندي، وهو ما سهّل عملية الاشتراك للمستخدمين.
إلى جانب خطة Go الجديدة، تُسعّر الشركة الآن باقة ChatGPT Plus بحوالي 1999 روبية (22.95 دولارًا أمريكيًا) وباقة ChatGPT Pro بحوالي 19990 روبية (229.50 دولارًا أمريكيًا). هذه الأسعار أعلى من الأسعار العالمية السابقة البالغة 20 دولارًا و200 دولار على التوالي، وهو ما يعكس تكيف الشركة مع أنظمة الدفع المحلية والضرائب في السوق الهندي.
مزايا وحدود ChatGPT Go
رغم أن الباقة الجديدة تقدم خيارًا اقتصاديًا، فإنها لا تتضمن جميع مزايا الاشتراكات الأعلى. فوفقًا للصفحة الرسمية لخطط OpenAI في الهند، لا يتيح ChatGPT Go الوصول إلى التحليلات المتقدمة في إصدار GPT-5، ويحتوي على قدرات محدودة في البحث المتعمق، كما يفتقر إلى دعم إنشاء GPTs مخصصة. إضافة إلى ذلك، تبقى حدود الرسائل والملفات والصور أقل من تلك المتوفرة في الباقات المميزة.
ومع ذلك، فإن هذه القيود لم تمنع من اعتبار Go خطوة مهمة نحو توسيع قاعدة المستخدمين، خصوصًا مع الفجوة الكبيرة بين احتياجات المستخدمين في الأسواق الناشئة وبين أسعار الاشتراكات الحالية.
الهند كسوق محورية لـ OpenAI
الهند تمثل اليوم ثاني أكبر سوق لمستخدمي OpenAI بعد الولايات المتحدة، ما يجعلها موقعًا استراتيجيًا لاختبار خطط منخفضة التكلفة. وقد التقى الرئيس التنفيذي سام ألتمان مؤخرًا وزير تكنولوجيا المعلومات الهندي لبحث سبل توفير خدمات الذكاء الاصطناعي بأسعار مناسبة، في إشارة واضحة إلى أن الشركة تراهن على السوق الهندي لتعزيز انتشارها عالميًا.
إلى جانب ذلك، أظهرت بيانات حديثة أن عدد مستخدمي ChatGPT ارتفع إلى 700 مليون مستخدم أسبوعيًا حول العالم، مقارنة بنحو 500 مليون فقط في مارس الماضي. هذا النمو المتسارع يعكس حجم الطلب العالمي المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يدفع OpenAI إلى البحث عن استراتيجيات تسعير مرنة تستهدف فئات جديدة من المستخدمين.
احتمالات التوسع إلى أسواق أخرى
رغم أن ChatGPT Go متاح حاليًا فقط في الهند، فإن تصريحات نيك تورلي تشير إلى خطط مستقبلية لتوسيع الخدمة إلى دول أخرى. ومع ذلك، لم تكشف الشركة بعد عن قائمة الدول المستهدفة أو الإطار الزمني لعملية الإطلاق.
هذا التوجه يعكس رغبة OpenAI في اختبار ردود الفعل في سوق ضخم مثل الهند قبل أن تُعمّم التجربة على نطاق عالمي. ومن المرجح أن تعتمد الشركة على البيانات والتعليقات التي ستجمعها من المستخدمين الهنود لتحديد طبيعة الخدمات والتسعير في الأسواق الأخرى.
إطلاق ChatGPT Go يمثل خطوة استراتيجية لشركة OpenAI نحو توفير اشتراكات منخفضة التكلفة تناسب شرائح أوسع من المستخدمين، خصوصًا في الأسواق الناشئة. ورغم بعض القيود مقارنة بالخطط الأعلى سعرًا، إلا أن هذه الباقة قد تسهم في تعزيز انتشار الذكاء الاصطناعي وتوسيع قاعدة المستخدمين. ومع تزايد المنافسة عالميًا في هذا المجال، يبدو أن OpenAI تراهن على الهند كبوابة لتجربة نموذج تسعير جديد قد يُعاد تطبيقه قريبًا في مناطق أخرى حول العالم.