لطالما اعتبر الكثيرون هذه العشبة عنصرًا ثانويًا على موائد الطعام، يزيّن أطباق الدجاج أو يُرش على السباجيتي الساخن، لكن هذه العشبة الخضراء، ذات الطعم المرير قليلًا والقوام الخشن، تخفي وراء بساطتها تاريخًا طبيًا طويلاً وكنزًا من الفوائد الصحية التي تجعل منها أكثر بكثير من مجرد زينة.
ويُعد البقدونس، الذي يُزرع في حوض البحر الأبيض المتوسط منذ آلاف السنين، مدرًا طبيعيًا للبول، أي أنه يساعد الجسم على التخلص من الماء الزائد والصوديوم، مما يُخفف من الشعور بالانتفاخ.
وتجعل هذه الخاصية وحدها منه خيارًا طبيعيًا للباحثين عن الراحة من احتباس السوائل واضطرابات الجهاز الهضمي.
أخصائيون يؤكدون.. يُساعد في تقليل الانتفاخ وتعزيز الهضم
وأشارت أخصائية التغذية أماندا كابريجليون إلى أن عشبة البقدونس يحتوي على مركبات طبيعية تعمل على طرد الغازات وتحسين عملية الهضم، ما يُعزز صحة الأمعاء ويقلل من الانتفاخ المزعج.
وقالت لموقع "ذا هيلثي": "البقدونس ليس فقط مفيدًا، بل سهل الدمج في وجباتنا اليومية".
وشددت أخصائية أخرى، جوليا زومبانو من عيادة كليفلاند، على أهمية تناول الأعشاب الطبيعية من خلال الطعام بدلاً من اللجوء إلى المكملات، مؤكدة أن استهلاك البقدونس في صورته الطازجة يمنح الجسم دفعة غذائية طبيعية.
مضاد طبيعي للالتهاب ومحارب للسرطان
وتعتبر عشبة البقدونس غنية بالفلافونات، وهي مركبات نباتية ذات خصائص قوية مضادة للالتهابات.
وتلعب هذه المركبات تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض المناعة الذاتية، وبعض أمراض القلب، والأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر وباركنسون.
وتشير تقارير طبية إلى أن الأمراض المرتبطة بالالتهاب مسؤولة عن أكثر من نصف الوفيات عالميًا.
إضافة إلى ذلك، فإن البقدونس يحتوي على مجموعة من مضادات الأكسدة، مثل فيتامينات C وA وE، والتي تساعد على حماية الخلايا من التلف وتقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
البقدونس وصحة العظام: فيتامين ك في متناول اليد
إلى جانب فوائده الهضمية والمناعية، يُعد البقدونس مصدرًا ممتازًا لفيتامين ك، الضروري للحفاظ على كثافة العظام وسلامتها.
تشير المعاهد الوطنية للصحة إلى أن النساء بحاجة إلى 90 ميكروغرامًا من هذا الفيتامين يوميًا، بينما يحتاج الرجال إلى 120 ميكروغرامًا. ومن المثير للدهشة أن عشر أغصان فقط من البقدونس كافية لتغطية هذه الكمية.
ملاحظة ضرورية قبل الاستخدام اليومي
ورغم فوائده المتعددة، يجب استخدام البقدونس بحذر في بعض الحالات. فقد تُشير أبحاث سابقة إلى أن الجرعات الكبيرة منه قد تُسبب مضاعفات للحوامل، كما يجب التأكد من عدم تعارضه مع بعض الأدوية المدرة للبول أو المميعة للدم.
سواء أضفته إلى التبولة، أو حساء الخضار، فإن القليل من البقدونس قد يكون كافيًا لإحداث فرق في صحتك.