خبير أوكراني لـ "الفجر": زيلينسكي واجه ترامب بثبات وأعاد رسم قواعد التفاوض مع موسكو

قال المحلل السياسي الأوكراني الدكتور إيفان يواس في تصريح خاص لـ«الفجر» إن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان امتدادًا طبيعيًا للقاء ألاسكا الذي جمع ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه تميز بحضور لافت لزعماء أوروبيين، ما أعطى الاجتماع طابعًا دوليًا ودعمًا دبلوماسيًا صلبًا لأوكرانيا.

دعم دولي واسع.. وغياب للمعجزات

وأوضح يواس أن "اللقاء لم يشهد معجزة سياسية كما كان يُروّج في بعض الأوساط، ولم يكن أحد يتوقع تنازلات دراماتيكية من الجانب الأوكراني"، مشيرًا إلى أن فكرة "الاستسلام مقابل الأرض لم تكن مطروحة من الأساس، ولا حتى في ذهن بوتين"، حسب تعبيره.

وأضاف: "ما رأيناه هو موقف أوكراني ثابت وواقعي، مدعوم بمجموعة من القادة الأوروبيين، بينهم قادة بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إضافة إلى الأمين العام لحلف الناتو، ما يعكس أن كييف ليست وحدها في المعركة".

لا ضغوط أمريكية.. ولكن لا هدايا أيضًا

وبخصوص الموقف الأميركي، أشار المحلل الأوكراني إلى أن ترامب "لم يضغط على زيلينسكي لفرض سيناريو روسي"، لكنه في الوقت نفسه "لم يُغرق أوكرانيا بشحنات ضخمة من طائرات F-16 أو صواريخ توماهوك". وقال: "واشنطن ستواصل بيع الأسلحة دون عوائق، لكن الجديد هو بدء شراء الطائرات المسيّرة الأوكرانية من قبل الولايات المتحدة، وهو تحول اقتصادي واستراتيجي مهم".

وأكد أن هذا القرار سيمنح قطاع الصناعات الدفاعية الأوكراني دفعة كبيرة، خاصة بعد تراجع مبيعات الطائرات المسيّرة بنسبة 30%، مقابل ارتفاع القدرة الإنتاجية بنفس النسبة.

تحضير لمفاوضات مع بوتين.. والوقت ليس في صالح الكرملين

أما على الصعيد السياسي، فأكد يواس أن النتيجة الأبرز للقاء هي التمهيد الجاد لاجتماع محتمل بين بوتين وزيلينسكي. وقال: "الكرملين سيحاول كسب الوقت، وسيرفع مستوى تمثيله الدبلوماسي تدريجيًا قبل التفاوض، على أمل انهيار الجبهة الأوكرانية أو تراجعها في الميدان".

واستدرك: "لكن كييف لن تدخل المفاوضات بأي شروط مُسبقة، وستبقى على موقفها الهجومي، بانتظار تدهور اقتصادي روسي قادم. إنها حرب استنزاف اقتصادية وسياسية في المقام الأول".

وختم الدكتور يواس تصريحه لـالفجر بالقول: "أوكرانيا لعبت أوراقها بذكاء، لم تُجبَر على تقديم تنازلات، بل نجحت في الحفاظ على موقفها السياسي، وحققت مكاسب اقتصادية واستراتيجية. والرسالة واضحة: نحن لا نخضع للضغوط، بل نُدير المعركة بما يخدم مصالحنا الوطنية".