قالت الدكتورة النجار، الباحثة المتخصصة في الشأن الأمريكي، في تصريح خاص لموقع الفجر، إن اللقاءات المكثفة التي استضافها البيت الأبيض، والتي جمعت الرئيس دونالد ترامب مع مجموعة من القادة الأوروبيين وعلى رأسهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تمثل تطورًا دبلوماسيًا مهمًا في محاولة إنهاء الصراع في أوكرانيا.
أوضحت النجار أن الرئيس ترامب يسعى بجدية إلى لعب دور الوسيط الرئيسي في النزاع، مؤكدًا من خلال تصريحاته وإعلاناته عن إمكانية عقد قمة ثلاثية تجمعه مع بوتين وزيلينسكي، في محاولة أمريكية لفرض ديناميكية جديدة على طاولة المفاوضات.
وأضافت: "هذا التحرك يعكس رغبة واشنطن في قيادة مسار السلام، مع التأكيد على أن الحل يجب أن يكون شاملًا وليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت."
التباينات الأوروبية: دعم مع تحفظات واضحة
وأشارت النجار إلى أن حضور قادة أوروبيين مثل ماكرون وستارمر وميرز، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، يؤكد رغبة أوروبا في المشاركة الفاعلة، لكنها لفتت إلى وجود تباينات في المواقف، خاصة فيما يتعلق بضرورة بدء التفاوض بوقف إطلاق النار، وهو ما يختلف عنه الطرح الأمريكي.
وقالت: "أوروبا ترغب في ضمان ألا تُهمش دورها في صياغة مستقبل القارة، وهذا يتضح من تأكيد ماكرون على ضرورة المشاركة الأوروبية في المفاوضات."
المخاوف الأوكرانية: بين الضمانات الأمنية والمرونة السياسية
تطرقت الباحثة إلى مخاوف الجانب الأوكراني، مشيرة إلى أن زيلينسكي يركز على أهمية الضمانات الأمنية كشرط أساسي لأي اتفاق سلام. وأوضحت النجار: "زيارة زيلينسكي والحديث عن مناقشة 'قضية الأراضي' خلال الاجتماع الثلاثي المحتمل يعكس إما مرونة جديدة أو محاولة لإيجاد موطئ قدم قوي في المفاوضات."
وذكرت النجار أن تصريح ترامب بأن الضمانات الأمنية يجب أن تكون خارج إطار الناتو، يعكس محاولة لإعادة ترتيب الأدوار في الأزمة، حيث يحاول البيت الأبيض البحث عن حلول غير تقليدية بعيدًا عن هيمنة الحلف. وأضافت: "حضور الأمين العام للناتو إلى جانب القادة يظهر مدى حساسية الموضوع بالنسبة للناتو، وحاجته للتكيف مع هذه التحولات."
في الختام، رأت الدكتورة النجار أن هذه الاجتماعات قد تمثل نقطة تحول حقيقية، لكنها أشارت إلى أن التحديات ما زالت قائمة، خاصة مع وجود اختلافات عميقة في الرؤى بين الأطراف، مما يجعل مستقبل السلام في أوكرانيا معقدًا ومشحونًا بالتحديات.
