نشر الموقع الرسمي للدوري الأمريكي للمحترفين تقريرا مطولا عن نجاح نادي سان دييجو في موسمه الأول وسط الكبار بفضل الاستراتيجية الملهمة لأكاديمية رايت تو دريم التابع لها النادي ضمن مجموعة السير محمد منصور الرياضية والعناصر المميزة بالفريق سواء لاعبين شبان أو مدير فني ومدير رياضي.
وقال التقرير عن تايلر هيبس المدير الرياضي لسان دييجو أنه يُعتبر واحدًا من ألمع العقول الشابة في كرة القدم بأمريكا الشمالية، وخبير بيانات ساعد في تأسيس قسم التحليلات في الاتحاد الأمريكي لكرة القدم، وفتح آفاقًا جديدة كمحلل في نادي موناكو الفرنسي (أحد أندية الدوري الفرنسي الممتاز)، قبل أن يصبح أصغر مدير رياضي في الدوري الأمريكي مع نادي سان دييجو إف سي.
وأضاف: لقد بنى فريقًا يسير بخطى ثابتة ليصبح أنجح نادٍ صاعد في تاريخ الدوري، على الأقل من حيث نتائج الموسم المنتظم.
وقال هيبس لموقع الدوري الأمريكي الرسمي: "بالتأكيد، الأمر تجاوز حتى توقعاتي، سواء في سرعة تجميع الفريق، أو في سرعة العثور على مجموعة من اللاعبين المنخرطين تمامًا في ما نريد تحقيقه.
وكذلك في سرعة ضبط العمليات بشكل صحيح بما يسمح لنا بأن نكون حاضرين في كل مباراة. وبالطبع، النتائج هي جزء من كل ذلك."
يتصدر سان دييجو جدول القسم الغربي برصيد 49 نقطة من أول 26 مباراة، كما سجل 50 هدفًا (الأفضل في الدوري بالتساوي مع إنتر ميامي وأورلاندو)، كل ذلك مع الالتزام بأسلوب الاستحواذ المنهجي الأكثر انضباطًا في البطولة، والاعتماد على بعض من أصغر التشكيلات سنًا.
وقال المدير الفني مايكي فاراس عند تعيينه في سبتمبر الماضي: "شيء واحد أنا مقتنع به بشدة: يمكنك أن تلعب بلاعبين صغار. يمكنك أن تقدم أسلوب لعب هجوميًا ممتعًا، ويمكنك أن تفعل ذلك وتفوز.
الأمر يحتاج إلى قدر من العمل والتفاني والقناعة، ويحتاج إلى وقت. لكن كل ذلك ممكن."
وقد التزم هو وجهازه الفني بكلمتهم، متحدّين الحكمة التقليدية حول ما هو منطقي أو حتى ممكن في المراحل الأولى من عمر أي فريق بالدوري الأمريكي، حيث تتحطم المثالية عادةً على صخور منافسة شرسة وسريعة تستغل الأخطاء بسرعة مذهلة.
عندما أُتيحت الفرصة للانضمام إلى "رايت تو دريم"، وهي منظومة عالمية لتطوير الناشئين لها فروع في غانا والدنمارك ومصر، وقد خرّجت عشرات اللاعبين المميزين مثل محمد قدوس، ميكيل دامسغارد، وياو ييبواه، إضافةً إلى تغيير حياة الآلاف عبر التعليم والتمكين… كان قرار مغادرة بريق الريفييرا الفرنسية أسهل مما قد يتخيله البعض.
قال هيبس موضحًا:
"فلسفة "رايت تو دريم" كلها، وحديثي مع مؤسسها جعلتني أتعلق بها فورًا" وأضاف: "الأمر يتعلق بالأسس التي تضعها، وبالأثر الذي يمكن أن تتركه في حياة بعض هؤلاء الأطفال. وخصوصًا في مكان مثل الولايات المتحدة، أعتقد أن هذا مهم جدًا، وأمر أرغب أن أكون جزءًا منه."
نادي سان دييجو انضم إلى شبكة "رايت تو دريم"، حيث تشكل مناهجها وقيمها أساس هوية النادي. وقد قاد هذا التحالف إلى استثمار ضخم يُتوقع أن ينتج عنه الأكاديمية الأكثر تكاملًا في تاريخ الدوري الأمريكي: منشأة جديدة كليًا بقيمة 150 مليون دولار، تضم مرافق سكنية وتعليمية متكاملة، إضافةً إلى ملعب تدريبي حديث مشترك مع الفريق الأول.
وليس هيبس وحده من وجد الرؤية ملهمة، فالنجم المكسيكي لوزانو جناح الفريق، أكد أن المشروع كان أحد الأسباب التي أقنعته بالعودة إلى أمريكا بعد ثماني سنوات ناجحة في هولندا وإيطاليا.
قال لوزانو في فترة الإعداد:
"مشروع رايت تو دريم، جذب انتباهي حقًا. هذا ما صنع رابطًا مهمًا للغاية، ولهذا السبب قررت الانضمام إلى سان دييجو. الشباب يمكنهم أن ينموا داخل هذا المشروع."
وقال الموقع الرسمي للدوري الأمريكي عن مشروع رايت تو دريم: "عملية تطوير اللاعبين المحليين ستستغرق سنوات حتى تؤتي ثمارها. فقد انطلقت الأكاديمية للتو بدفعتها الأولى وتضم لاعبين من مختلف أنحاء المنطقة، بما يشمل أراضي الولايات المتحدة والمكسيك، بفضل موقع نادي سان دييجو الذي يبعد أقل من 50 كيلومترًا عن الحدود، ما يجعله متوافقًا مع لوائح الفيفا الخاصة بانتقال اللاعبين تحت 18 عامًا."
وأضاف التقرير: "سيقضي هؤلاء اللاعبون سنواتهم الأولى في عالم الاحتراف وهم يطبقون نموذج لعب رايت تو دريم القائم على الهجوم والمبادرة، ليصبحوا لاحقًا العمود الفقري لتشكيلة سان دييجو ومسار تطوره المستقبلي. لكن في الوقت الحالي، كان على هيبس وفاراس وطاقمهم بناء فريق تنافسي يعكس تلك الفلسفة الكبرى. لذلك، لجأوا إلى البحث عن أول مجموعة من المواهب في ملاعب الأندية الأخرى.
وقال هيبس: "هناك أكثر من طريقة للتعاقد مع المواهب، صحيح؟ يمكنك أن تذهب وتتعاقد مع لاعبين تحت 22 عامًا وتنفق الكثير من الأموال، أو يمكنك أن تبحث عن لاعبين لا يحصلون على فرص كافية، وفلسفتنا كلها في رايت تو دريم تقوم على أن للجميع الحق في الحلم، وجزء من ذلك هو إتاحة الفرصة وكيفية إدماجهم في هذا الإطار. ومن هنا ذهبنا ووجدنا لاعبًا مثل لوكا بومبينو."
وحقق سان دييجو تعادلا تاريخيا مع فانكوفر وايتكابس وصيف بطل دوري أبطال كونكاكاف بنتيجة 1-1 بوجود خط الدفاع بمتوسط أعمار 20 سنة فقط، وهو أصغر خط دفاع في تاريخ الدوري الأمريكي وحققوا التعادل رغم الغيابات والإصابة وتلقي هدف عكسي مبكر.
وسلط هيبس الضوء إلى الدولي الدنماركي الصاعد لوكاس هوجسبرج، 19 عامًا، لاعب نورتشيلاند الدنماركي التابع لمجموعة رايت تو دريم والذي انتقل مؤخرًا إلى النادي الفرنسي ستراسبورج مقابل 17.5 مليون دولار، وهو رقم قياسي لمدافع من الدوري الدنماركي.
وأشار تقرير الدوري الأمريكي إلى أن منظومة العمل في سان دييجو تؤكد أن النجاح لا يعتمد فقط على عمل النادي أو موهبة اللاعب الفردية، بل على التكامل المدروس بين الجميع.