أكد الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، من خلال تصريحاته، أن مصر أصبحت وجهة استراتيجية للاستثمار العربي، خاصة من جانب دولتي الإمارات وقطر، مدفوعة بتطورات اقتصادية ملموسة شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها رفع كفاءة البنية التحتية وتطوير بيئة الأعمال.
مصر تجذب جهودا كبيرة في جذب الاستثمارات المحلية والاجنيبة.
2 مليار دولار استثمارات إماراتية خلال 3 سنوات..
وصرح شعيب إن الاستثمارات الإماراتية في مصر شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الماضية، لتتجاوز حاجز الـ2 مليار دولار، وهو ما يعكس ثقة متزايدة من الجانب الإماراتي في السوق المصرية، نتيجة للاستقرار السياسي وتطوير البنية التحتية والمناطق اللوجستية
مشيراً إلى أن هذه الطفرة الاستثمارية جاءت في ظل علاقات استراتيجية قوية تربط البلدين.
الاستثمارات القطرية تتوسع في البنوك والسياحة
وفي سياق متصل، أشار شعيب إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر شهدت أيضاً تطوراً إيجابياً، خاصة في أعقاب تقارب سياسي واضح، موضحاً أن هناك تدفقات قطرية جديدة تتركز في قطاعات مثل البنوك والسياحة.
وأضاف أن القطاع الصناعي يمثل اليوم واحداً من أكثر القطاعات الواعدة للتعاون المشترك بين الدولتين، فضلاً عن القطاع العقاري الذي يمتلك فرصاً متميزة، ويمكن أن يتصدر قائمة القطاعات الجاذبة للمستثمرين القطريين في المرحلة المقبلة.
مصر.. بوابة إفريقيا ومحور صناعي عالمي
وشدد الخبير الاقتصادي على أن الموقع الجغرافي لمصر يجعلها بوابة رئيسية للدخول إلى الأسواق الإفريقية، وهو ما يزيد من جاذبيتها كقاعدة صناعية وتصديرية إقليمية.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تستثمر بقوة في تطوير الموانئ البحرية، خاصة داخل المنطقة الصناعية بمحور قناة السويس، ما يعزز من دور مصر كمركز لوجستي عالمي.
قطاع السياحة ينتعش بإيرادات تاريخية
وأكد شعيب أن قطاع السياحة في مصر يشهد طفرة نوعية في التنوع والجذب، موضحاً أن الدولة المصرية تميزت بتقديم أنماط سياحية متعددة مثل السياحة العلاجية، الدينية، الترفيهية، والشاطئية.
وأوضح أن هذا التنوع ساهم في زيادة عدد السائحين بشكل كبير، حيث قفزت إيرادات السياحة في الفترة من نهاية 2020 حتى 2024 لتصل إلى نحو 15.7 مليار دولار سنوياً، مع استهداف 50 مليون سائح سنوياً خلال السنوات القادمة.
القضاء على البيروقراطية وتسهيل التراخيص الصناعية
وأشاد شعيب بأداء الدولة المصرية في إصلاح مناخ الاستثمار الصناعي، من خلال القضاء على البيروقراطية وتخصيص الأراضي للمستثمرين، وتيسير إجراءات الحصول على التراخيص.
وأضاف أن هذه الإصلاحات تُعد من أبرز الأدوات التي استخدمتها مصر لتعزيز قطاع الصناعة المحلي، وجذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية.
الأمن والاستقرار ركيزة لجذب الاستثمارات
وأكد شعيب أن حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها مصر تُعد عاملاً حاسماً في جذب المستثمرين والسياح، موضحاً أن هذا ما ظهر بوضوح خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، حيث تجول في شوارعها بكل حرية وأمان، وهو ما نقل صورة إيجابية للعالم عن مصر كدولة مستقرة وآمنة.
جدير بالذكر أن مصر تخطو بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعها الاستثماري عربياً وإقليمياً، مدعومة بإصلاحات اقتصادية ومشروعات بنية تحتية غير مسبوقة، ما يجعلها محط أنظار المستثمرين الباحثين عن فرص واعدة وأسواق مفتوحة على القارة الإفريقية.