أكد الدكتور منير البرش، وكيل وزارة الصحة بقطاع غزة أن أسوأ ما يعانيه القطاع الطبي الآن هو المجاعة وسوء التغذية.
وقال البرش في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقدنا أحد عشر شخصًا، وهذا إحصاء جديد قبل دقائق قليلة، ليصبح العدد الإجمالي للشهداء بسبب سوء التغذية مئتين وواحدًا وخمسين شهيدًا، بينهم مئة وثمانية أطفال".
وأضاف: "الأزمة الإنسانية بلغت مستويات كارثية، والعدد يزداد يومًا بعد يوم، بل يتضاعف أيضًا، لأن ما يحدث ليس كارثة طبيعية بل حصار مقصود، إنه سلاح إبادة صامتة، وهذه هي المجاعة في غزة".
وتابع: "كل يوم أطفال يحاصرهم الجوع، وأمهات يفقدن فلذات أكبادهن بصمت موجع، والعالم يكتفي بالمشاهدة بينما يموت منا المزيد يوميًا بسبب الجوع الأرقام التي نسجلها في مراكز الرعاية الأولية تعطينا مؤشرات تؤكد أن الوضع كارثي ويزداد سوءًا ولا يتحسن".
وأوضح: "الرقم الآن مئتان وواحد وخمسون شهيدًا بينهم مئة وثمانية أطفال، لأن العدد ارتفع منذ الأمس بإضافة أحد عشر شخصًا هذه الأرقام يتم تحديثها كل أربع وعشرين ساعة، ونحن نسجل هذه الأسماء، وسيصدر بيان عن الوزارة بعد قليل".
وأكمل: "القفزات اليومية في أعداد شهداء التجويع مستمرة، والمعطيات لم تتغير ما وصل حتى الآن لا يتجاوز خمسة في المئة من حجم المساعدات، ولم يحدث أي تغيير على القطاع الصحي لم يدخل الحليب العلاجي، ولم تدخل الأدوية، ولا المستلزمات الطبية، ولا حتى الأدوية الخاصة بعلاج سوء التغذية التي نعالج بها أطفالنا في المستشفيات".
وواصل: "هناك أربعون ألف رضيع دون السنة يعانون من سوء التغذية، ومئتان وخمسون ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من نقص الغذاء. هذه أرقام موثقة قبل أن تبلغ الكارثة مستواها الحالي".
وعما يروجه الاحتلال الإسرائيلي من أن الصور التي تخرج من غزة لأطفال يعانون إنما هي لأطفال كانوا أصلًا مرضى قال البرش: "الاحتلال يتحدث عن أن جوع أطفال غزة مزيف! كيف يمكن أن يُزيف الموت؟ أكثر من مئة وثمانية أطفال قضوا فعلًا".
واختتم: "هل يمكن القول إنهم يمثلون مشهد موت؟ إن هذه الأجساد التي ذبلت حتى العظم، وهذه الوجوه الشاحبة والعظام البارزة التي رأيتموها، كلها نتيجة سوء التغذية والمرض العظم خرج عن الجلد حرفيًا كما نقول باللهجة الغزّية هذا كله لا يصدقه من يسمي نفسه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم بينما قتل أكثر من واحد وستين ألفًا وخلف خمسة عشر ألف جريح، وما زال يريد أن يشكك حتى في موت أطفالنا".