أكدت الكاتبة الصحفية هند الضاوي أن تصريحات رئيس وزراء دولة الاحتلال بشأن إسرائيل الكبرى كانت متوقعة، موضحة أن الأمر بدأ قبل السابع من أكتوبر.
وقالت الضاوي في مداخلة مع برنامج "السادسة" المذاع على قناة "الحياة": "لقد كتبت عنها تحديدًا في ديسمبر عام 2022، عندما عاد نتنياهو لرئاسة وزراء إسرائيل بالتحالف مع بعض الأحزاب اليهودية المتطرفة".
وأضافت: "هي فكرة قديمة يُعاد استدعاؤها كل فترة واستغلالها، قائمة على روايات دينية لا تستند إلى أي أساس تاريخي أو أدلة تثبت وجود دولة لليهود في هذه الأرض وكل ما يطلق حول هذه الادعاءات هو مجرد حكايات دينية أو حتى أساطير".
وتابعت: "هذه الروايات لا تمتلك أي أساس أثري أو تاريخي على أرض الواقع لا يوجد أي أثر يؤكد وجود اليهود في هذه الأرض، فقد بدأ الأمر مع حركة الإصلاح الديني للمسيحية، التي خرج عنها المذهب البروتستانتي في أوروبا، ثم انتقل لاحقًا في موجات الهجرة الثانية والثالثة إلى أمريكا. عندها ظهر حلم أرض الميعاد".
وأوضحت: "اليهود الأوروبيون بالتحالف مع البروتستانت وضعوا شريعة أو منهجًا جديدًا لقراءة الكتب الدينية، يقوم على القراءة الحرفية للنصوص، وليس التدبر أو استخراج العِبَر نحن حين نقرأ القرآن أو الإنجيل نستخلص الدروس ونتعلم منها، بينما هم تعاملوا مع النصوص بحرفية جامدة تقوم على إعادة تنفيذ كل ما ورد في العهد القديم مرة أخرى على أرض الواقع".
وأشارت الضاوي أن هناك رد ديني من التوراة على من يدعون وجود ما يسمى بإسرائيل الكبرى وقالت: "الرد الديني من التوراة نفسها يزعمون أن حق بني إسرائيل فيما يسمونه إسرائيل الكبرى قائم على وعد الرب لإبراهيم في سفر التكوين أن هذه الأرض من النهر الكبير، أي الفرات، إلى نهر النيل، هي له ولنسله من بعده".
وذكرت: "لكن بالعودة إلى النص، نجد أن سيدنا إبراهيم جاء من أور الكلدانيين في العراق، وتزوج من السيدة سارة التي أنجبت إسحاق، وتزوج من السيدة هاجر المصرية التي أنجبت إسماعيل وفي نفس السفر، ذُكر أن إبراهيم عاش ومات دون أن يمتلك أرضًا في فلسطين، لأنه كان غريبًا فيها، والفلسطينيون لم يكونوا يعطون أراضيهم للأجانب هذا يؤكد أن الأرض لم تُعطَ لأحد، بل عاش فيها نسل إسماعيل، أي العرب، بشكل طبيعي وشرعي".
