أكد الدكتور حامد الصراف خبير العلاقات الدولية أن القمة بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي تأتي بمثابة إعلان هزيمة للولايات المتحدة.
وقال الصراف في مداخلة مع قناة "النيل للأخبار": "نعتبر هذه القمة بمثابة إعلان هزيمة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وإعلان هزيمة غير مباشرة من قبل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وأوكرانيا، وإن كانت هذه الهزيمة مصغّرة، إلا أنها لم تصل إلى درجة الاستسلام".
وأضاف: "نحن الآن أمام نهاية مرحلة القطب الأوحد الأمريكي، وهي عملية بدأت منذ سنوات، سواء في أوكرانيا أو في حرب غزة، حيث هناك تجسيد واضح لتطورات عالمية، وقد تلحق بها استعادة تايوان من قبل الصين".
وتابع: "هناك بؤر توتر حقيقية على مستوى العالم، تجسد بشكل واضح ظهور نظام دولي متعدد الأقطاب، لم يعد التركيز فيه على روسيا وحدها، بل على روسيا والصين، وحتى الدول التي انضمت مؤخرًا إلى مجموعة بريكس أو التي أسستها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والهند، بالإضافة إلى الدول العربية مثل مصر وحتى السعودية بشكل مباشر أو مؤجل".
وأوضح: "هذه الهزيمة كنت أتوقعها منذ فترة طويلة لأوكرانيا، ثم لحلف الناتو، لأن الحرب في أوكرانيا هي في الأساس حرب بالوكالة عن الناتو، ولذلك تبرأ ترامب منها مرارًا، مؤكدًا أنها ليست حربه وإنما حرب بايدن، لكنها في الحقيقة حرب الولايات المتحدة".
وأكمل: "هزيمة أمريكا باتت واضحة الآن، والنظام الرأسمالي الإمبريالي الأمريكي مأزوم بشكل كبير، ولهذا يسعى ترامب بخطوات متسارعة لتلافي هذا الانحدار، خاصة في المجال الاقتصادي، حيث تمثل الملفات الاقتصادية محورًا أساسيًا في هذه المرحلة".
وأوضح: "الديون الأمريكية، بلغت مؤخرًا أرقامًا تصل إلى تريليونات الدولارات من الديون المستحقة داخليًا وخارجيًا على الإدارات الأمريكية، وتزداد هذه الديون عامًا بعد آخر الأزمة ليست خارجية فقط، بل داخلية أيضًا، حيث يشهد المجتمع الأمريكي تناقضات كبيرة، وصعودًا غير مسبوق في معدلات الجريمة، ما يجعل الولايات المتحدة قاب قوسين أو أدنى من انهيار اجتماعي لا تستطيع القوانين معالجته".
وذكر: "ترامب حاول خلال ولايته الأولى بين 2016 و2020 تهميش حلف الناتو، وهو ما وصل سريعًا إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا، حيث ظهرت فكرة تأسيس ناتو أوروبي بدلًا من الاعتماد على الولايات المتحدة، لكنه فشل".