
عندما تجتمع رؤية إخراجية واعية مع نص محكم وفريق عمل موهوب، تكون النتيجة عملًا فنيًا يترك أثرًا في وجدان المشاهد، المخرج جمال خزيم، أحد صُناع مسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو"، قاد حكاية "فلاش باك" بروح مبدع يعرف كيف يروي الحكاية من الداخل، مستكشفًا أعماق الشخصيات وتحولاتها.
كواليس مسلسل ما تراه ليس كما يبدو
التقت "البوابة نيوز" المخرج ليتحدث عن كواليس العمل، وفلسفته في الإخراج، ورأيه في مستقبل الدراما القصيرة، إلى نص الحوار..
* كيف بدأت علاقتك بمسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو"؟
- جاءني النص من المؤلف محمد حجاب، وعندما قرأته وجدت الفكرة شديدة العمق، والعنوان نفسه كان كافيًا لأشعر أنني أمام عمل مختلف، أحببت الفلسفة التي يحملها، وهي أن الحياة مليئة بالطبقات، وما نراه ليس الحقيقة الكاملة.
* ما الذي جذبك في حكاية "فلاش باك" تحديدًا؟
- هذه الحكاية تقوم على الغوص في تفاصيل نفسية دقيقة، وتقدم الشخصيات بطريقة تراكمية تكشف ملامحها تدريجيا، أسلوب السرد يعتمد على الرجوع للماضي وربطه بالحاضر، وهذا يفتح مجالًا للإبداع البصري والسردي.
* كيف تعاملت مع الممثلين في هذا العمل؟
- أنا أومن بأن الممثل شريك أساسي في صناعة المشهد، لذلك كنت أترك لهم مساحة للتجريب، ثم نناقش ونختار الأنسب، كل ممثل في "فلاش باك" كان يمتلك حسًا عاليًا، وهذا جعل مهمتي أسهل وأكثر إمتاعًا.
* هل واجهت تحديات أثناء التصوير؟
- بالتأكيد، أكبر تحدٍ كان ضغط الوقت؛ فالدراما القصيرة تتطلب دقة في كل مشهد، ولا مجال لإعادة كتابة أو تعديل المشاهد بشكل كبير أثناء التنفيذ. لكن بفضل التخطيط المسبق وروح الفريق، تجاوزنا ذلك.
* برأيك، ما الذي يميز الدراما القصيرة؟
- الميزة الكبرى أنها تحترم وقت المشاهد، وتقدم له الحكاية مكثفة دون إطالة، هذا النوع من الدراما يناسب إيقاع العصر، ويحفز على الإبداع في إيجاز.
* هل لديك مشاهد مفضلة في الحكاية؟
- هناك مشهدان أعتبرهما قلب الحكاية:
الأول، لحظة المواجهة بين الشخصيات الرئيسة.
الثاني، مشهد بصري يعتمد على لغة الجسد أكثر من الحوار.
هذه اللحظات تعكس روح "فلاش باك" وتختصر رسالته.
* ماذا تتمنى أن يصل للمشاهد من خلال هذا العمل؟
- أتمنى أن يتوقف المشاهد قليلًا ليفكر فيما رآه، وأن يدرك أن لكل إنسان قصة خلف مظهره، وأن الحقيقة أعمق من الظاهر.

