في خطوة غير مسبوقة، شددت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي قبضة الحكومة الفيدرالية على العاصمة واشنطن، مُلغية سياسات “مدن الملاذ” التي كانت تمنع الشرطة المحلية من اعتقال المهاجرين غير النظاميين أو التعاون الكامل مع سلطات الهجرة. وأمرت بوندي بتعيين رئيس إدارة مكافحة المخدرات، تيري كول، مفوضًا للشرطة في حالات الطوارئ، مانحةً إياه جميع الصلاحيات التي كانت مخولة لرئيسة الشرطة باميلا سميث، مع إلزام جميع إدارات الشرطة، بما فيها قيادة العاصمة، بالحصول على موافقته قبل إصدار أي توجيه.
تأتي هذه الخطوة متزامنة مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل “قانون الحكم الذاتي لمقاطعة كولومبيا”، لوضع شرطة العاصمة تحت السيطرة المباشرة للحكومة الفيدرالية، إلى جانب نشر قوات الحرس الوطني في الشوارع “لإعادة فرض القانون والنظام وضمان السلامة العامة”، على حد وصفه. وقد اعتبر ترامب أن واشنطن تعاني معدلات جرائم قتل تفوق مدنًا مصنفة من بين أخطر مدن العالم، مشددًا على أن المدينة لن تبقى “ملاذًا للمهاجرين غير النظاميين”.
تدخل مباشر
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن القرارات الأخيرة تمثل أشد تدخل مباشر من وزارة العدل في شؤون شرطة العاصمة منذ بدء السيطرة الفيدرالية عليها، وتهدف إلى تحويل واشنطن من مدينة توفر الحماية للمهاجرين غير النظاميين، إلى مدينة تلاحقهم بشكل نشط.
ورغم انتقادات عمدة المدينة موريل باوزر لقرارات ترامب، إلا أنها ورئيسة الشرطة أكدتا استفادتهما من التعزيزات الأمنية في خفض معدلات الجريمة، في وقت تنفذ فيه الشرطة المحلية دوريات مشتركة مع العملاء الفيدراليين. وقد أسفرت هذه الدوريات مؤخرًا عن تنفيذ 45 عملية توقيف، من بينها 29 حالة مرتبطة بالهجرة، وفق ما أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل.
بهذه الإجراءات، تدخل العاصمة الأميركية مرحلة جديدة من الصراع السياسي والأمني، وسط توقعات بأن تتحول سياسات الهجرة فيها إلى بؤرة توتر بين القيادة المحلية الديمقراطية والإدارة الجمهورية الحاكمة.
