في مثل هذا اليوم قبل 12 عامًا، لم يكن صباح 14 أغسطس 2013 يومًا عاديًا في تاريخ مصر، بل كان من أكثر الأيام دموية وحزنًا، حيث شهدت البلاد أحداثًا دامية تزامنت مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وما تبعه من هجمات إرهابية منظمة استهدفت أقسام الشرطة والمؤسسات الأمنية في عدد من المحافظات، من بينها الهجوم الغادر على قسم شرطة كرداسة، الذي أسفر عن استشهاد عدد من أبطال الشرطة المصرية.
ومن بين هؤلاء الأبطال، العميد عامر عبد المقصود، الذي رحل عن عالمنا تاركًا خلفه سيرة عطرة وتاريخًا من البطولة والتفاني في خدمة الوطن، وزوجة ما زال قلبها يعتصر ألمًا لفراقه بعد مرور أكثر من عقد من الزمان.
زوجة الشهيد عامر عبد المقصود
زوجة الشهيد استعادت تفاصيل ذلك اليوم، قائل ة: "لقد عجز القلب عن التعبير عما ينطق به اللسان، ويعتصر من شدة الألم والحزن. كان من المفترض أن يكون هذا اليوم أسعد أيام حياتي، فهو يوافق عيد زواجي أنا وشهيدي، وانتظرته منذ 12 عامًا. لكنه تحول إلى أصعب أيام حياتي، يوم انتزعوا قلبي من بين ضلوعي، يوم حزنت مصر كلها على بطل من أبطال الشرطة المصرية."
وأضافت بصوت يختلط بين الألم والفخر: "عامر كان قد وعدني بالاحتفال بعيد زواجنا الـ21، حيث أرجأ الاحتفال من 13 أغسطس إلى 14 أغسطس، لأنه كان في طريقه للعودة من مأمورية، لكنه عاد إلى قسم كرداسة اللعين بعد ورود تكليف عاجل. وعدني بمفاجأة، لكنها لم تهز كياني فحسب، بل زلزلت حياتي حين شاهدت صورته شهيدًا على جميع القنوات. منذ ذلك الحين وأنا أعيش أحزانًا لا تنتهي، وتمر السنوات وكأنها لحظة."
وتابعت: "كان نفسي تكون معنا فرحان بأولادك، لكن قدر الله سبقنا. ستظل فخرًا لكل من عرفك، وفخرًا لوزارتك التي يحلف بها الجميع، وفخرًا لنا جميعًا. مكانك في الجنة، ولا يمكن أن ننساك حتى اللقاء الأخير."
رحل العميد عامر عبد المقصود في هجوم كرداسة الإرهابي، الذي شكّل صفحة سوداء في تاريخ جرائم جماعة الإخوان الإرهابية بحق أبناء الوطن. وبعد مرور 12 عامًا، تظل ذكراه حيّة في قلوب أسرته ورفاقه، وتبقى بطولته شاهدًا على تضحيات رجال الشرطة المصرية في مواجهة الإرهاب وحماية أمن البلاد.



