تصدر اسم النجم الكبير نور الشريف محركات البحث على جوجل اليوم الإثنين 11 أغسطس، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لرحيله، حيث تدفق سيل من المشاعر والذكريات على مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك الجمهور صورًا ومقاطع من أشهر أعماله، مؤكدين أن "نور الفن لن ينطفئ".
وفي لفتة تقديرية، بثّت قناة "الحياة" تقريرًا خاصًا تناول أبرز محطات مسيرة الفنان الراحل، متوقفًا عند أدواره الخالدة التي تركت بصمة في وجدان الجمهور العربي، بدءًا من السينما مرورًا بالدراما وحتى المسرح. تخلل التقرير مشاهد من روائعه مثل الكرنك، سواق الأتوبيس، وعمارة يعقوبيان، إلى جانب لقطات من مسلسلاته التاريخية التي أبدع في تجسيدها، كـ رجل الأقدار وهارون الرشيد.
وُلد الراحل باسم محمد جابر محمد عبد الله في 28 أبريل 1946 بحي السيدة زينب، وفقد والده وهو ما يزال رضيعًا، لتتكفل به أسرة عمه. تحولت ملامح اليتم المبكر إلى طاقة فنية، وبعد اكتشافه حقيقة اسمه في المدرسة، اختار اسم "نور الشريف" تيمّنًا بالنجم العالمي عمر الشريف، ليبدأ بعدها رحلة صعود استثنائية.
تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 بتقدير امتياز، وسرعان ما حجز مكانه في الصفوف الأولى لنجوم الفن المصري والعربي. قدم أكثر من 150 عملًا بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات، بينها 7 أفلام دخلت قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، مثل زوجة رجل مهم، حدوتة مصرية، وأهل القمة. لم يكن ممثلًا فقط، بل امتلك حس المنتج وصوت المخرج، فدعم مواهب شابة وقدّم فرصًا لمبدعين أصبحوا لاحقًا علامات مضيئة في الصناعة.
ارتبط بعلاقة حب وزواج مع الفنانة بوسي عام 1972، أنجبا خلالها ابنتيهما سارة ومي، وظلت قصة ارتباطهما من أشهر الحكايات الفنية، خصوصًا أن بوسي ظلت بجانبه في أيامه الأخيرة، لتودعه في صمت مؤثر بعد صراع مع سرطان الرئة انتهى برحيله في 11 أغسطس 2015.
رحل نور الشريف جسدًا، لكن إرثه الفني والفكري ما زال حاضرًا بقوة، فقد عُرف بثقافته الواسعة وشغفه بالمعرفة، وبتنوع أدواره بين الكوميديا والتراجيديا، إضافة إلى التزامه برسالة الفن الهادف. لُقب بـ"صائد الجوائز" لتكريمه في أغلب المهرجانات العربية، وبقي في ذاكرة جمهوره رمزًا للفن الأصيل الذي لا تغيب شمسه.