حادث كورنيش الشاطبي .. في ليلة صيفية هادئة على كورنيش الشاطبي، تحوّل نسيم البحر العليل إلى مشهد مأساوي هز الإسكندرية ومصر بأكملها، إثر حادث دهس مروع أودى بحياة شخصين وأصاب سبعة آخرين، ليبدّل رحلة للهرب من حرّ القاهرة إلى مأساة أليمة ستظل عالقة في الأذهان.
بدأت القصة من أحد أحياء العاصمة، حيث اجتمعت مجموعة مكونة من تسعة أشخاص من نفس المنطقة، وقرروا السفر إلى الإسكندرية لقضاء إجازة قصيرة بعيدًا عن ضوضاء المدينة وحرارة الصيف المرتفعة. خططوا ليوم جميل على الشاطئ، لكن القدر كان يحمل لهم فصلاً مأساويًا في تلك الرحلة.
تفاصيل حادث كورنيش الشاطبي
في صباح ذلك اليوم على كورنيش الشاطبي، وبينما كان عدد من المارة يعبرون الشارع بين الجهة البحرية والمقابلة، فقد سائق سيارة ميكروباص السيطرة على مركبته. انحرفت السيارة بشكل مفاجئ وسريع لتصدم مجموعة من المشاة، محدثة ضجيجًا صاخبًا مع صوت احتكاك الفرامل وتحطم الزجاج. فورًا، انقلب المشهد إلى كارثة؛ اثنان فقدوا حياتهم على الفور، بينما أصيب الآخرون بجروح متفاوتة، وسط صرخات الألم وآثار الحادث التي تناثرت في الموقع.
اسماء ضحايا حادث كورنيش الشاطبي
تلقت وزارة الداخلية بلاغًا عاجلًا بالحادث، مما دفع قوات الشرطة وسيارات الإسعاف إلى التحرك بسرعة. أسفر الحادث عن وفاة على عبدالحليم عبدالحميد
(50 عامًا) وهيام صلاح مرسي السيد (47 عامًا)، بينما تراوحت إصابات السبعة الآخرين بين الكبيرة والمتوسطة. المصادر الطبية بدت قلقة على بعض الحالات الخطيرة بين المصابين، الذين تشملهم نور علي عبدالحميد (12 سنة)
باشتباه كسر بالساق والحوض، همس ممتاز حسين (12 سنة) بكسر مضاعف في القدم والذراع، باسم حمدان حسين (19 سنة) باشتباه نزيف بالمخ والبطن، ممتاز
حسين عواد (42 سنة) بكسر مضاعف في الساق، شيماء صلاح مرسي السيد (39 سنة) باشتباه كسر في القدم والذراع، ملاك ممتاز حسين (18 سنة) باشتباه كسر في القدم، وتسنيم علي عبدالحليم (30 سنة) بجرح قطعي واشتباه كسر بالفقرات.
التحقيقات في القضية
أكدت الفرق الطبية أنها تعمل بلا توقف لإنقاذ الحالات الحرجة، فيما خيّم الحزن على أهالي الضحايا الذين وصلت إليهم الأخبار العصيبة أثناء انتظارهم في المستشفى. هذه الصدمة جعلتهم عاجزين عن استيعاب أن أحبائهم، الذين كانوا يضحكون ويمرحون قبل ساعات قليلة فقط، أصبحوا اليوم جزءًا من التراجيديا المروعة.
باشرت النيابة العامة التحقيقات في القضية، وأمرت بحبس السائق لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق بتهمة القتل والإصابة نتيجة الإهمال والقيادة المتهورة. كما تحفظت على السيارة وكاميرات المراقبة في الموقع لفحص ملابسات الحادث. وفقًا للمعاينة الأولية، تبين أن السرعة الزائدة وفقدان السيطرة هما السبب الرئيسي لهذه الفاجعة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تصدر وسم “حادث الشاطبي”، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن غضبهم وحزنهم على هذه الواقعة المفجعة. جاءت المطالبات دافعة لتشديد الرقابة على سائقي الميكروباصات وتنظيم الحركة المرورية على الكورنيش، خصوصًا خلال فصل الصيف حين تزدحم المدينة بالزوار والسياح.
في إطار الاستجابة للحادث، أصدرت محافظة الإسكندرية بيانًا تحت عنوان “سلامتك تهمنا”، احتوى على 13 نصيحة لعبور آمن لكورنيش البحر. تضمنت
النصائح الالتزام بممرات المشاة والإشارات الضوئية، التوقف والنظر في الاتجاهين قبل العبور، وتجنب استخدام الهواتف أو سماعات الأذن أثناء المشي. إلى جانب ذلك، دعت التوصيات لضرورة التواصل البصري مع السائقين قبل عبور الطريق.
مع ذلك، يرى خبراء المرور أن الحل لا يقتصر على توعية المشاة فحسب بل يجب أن يشمل السائقين بإلزامهم بالقيادة الآمنة وتطبيق القانون بصرامة. كما طالب البعض بتحسين البنية التحتية للمناطق الحيوية بإنشاء جسور مشاة وإشارات ذكية تساعد على تفادي الحوادث.
أصبح هذا الحادث المروع جزءًا من ذاكرة الكورنيش ومن حضروا ساعات الر
