أكد الجنرال سين جايني، قائد قيادة الدفاع الفضائي والصاروخي للجيش الأمريكي وقائد المكون الوظيفي المشترك للدفاع الصاروخي المتكامل، ضرورة تطوير أنظمة دفاعية ضد الطائرات بدون طيار تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بحيث تكون قادرة على التصرف السريع والمستقل دون تدخل بشري فوري.
وفقًا لما ذكره جايني خلال مؤتمر الفضاء والدفاع الصاروخي في هانتسفيل بولاية ألاباما، ونقلته مجلة "دفنس وان"، يجب أن تتمكن هذه الأنظمة من الكشف السريع عن أسراب الطائرات بدون طيار والصواريخ، وتحديد الهدف بدقة، ثم اختيار الوسيلة المناسبة للتصدي له سواء كانت صواريخ أو وسائل غير حركية مثل التشويش الإلكتروني.
وأوضح أن الضغط على حدود هذه التكنولوجيا أمر حتمي، نظرًا لتزايد التهديدات من أعداء مثل إيران وروسيا، الذين ينتجون أسرابًا كبيرة من الطائرات بدون طيار بتكلفة منخفضة، مما يجعل الدفاعات الحالية تعتمد على صواريخ باهظة الثمن لمواجهتها.
ويأتي هذا التوجه في سياق التحديات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، حيث أظهرت الاشتباكات الأخيرة قدرة الخصوم على إطلاق هجمات مكثفة باستخدام الطائرات بدون طيار، مما يهدد بتجاوز قدرات الدفاعات التقليدية.
وأشار جايني إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيساعد في تمييز التهديدات بدقة أعلى ومعالجتها بسرعة، خاصة مع تطور الطائرات بدون طيار لدى الخصوم لتكون أكثر استقلالية وتجنب الكشف. ومع ذلك، لم يكن مفهوم الدفاع الآلي جديدًا تمامًا؛ فالبحرية الأمريكية تعتمد منذ سنوات على نظام "فالانكس" للأسلحة القريبة، الذي يستخدم الرادار لكشف التهديدات السريعة وإطلاق النار عليها دون إذن بشري، وهو فعال في البيئات البحرية حيث تكون مخاطر الأضرار الجانبية أقل.
ومع ذلك، يثير الانتقال إلى أنظمة أرضية أكثر استقلالية مخاوف بشأن الأخطاء المحتملة، لكن جايني يرى أن الضرورة تفرض دفع الحدود لمواجهة الهجمات المتزايدة.
من الأمثلة البارزة على التطورات في هذا المجال، نظام الدفاع الجوي المتكامل لمشاة البحرية الأمريكية (MADIS)، الذي تم اختباره مؤخرًا في تمارين مشتركة مع الفلبين في 27 أبريل 2025، حيث أظهر قدرته على كشف التهديدات باستخدام رادار 360 درجة وأجهزة استشعار كهروبصرية وإفراغية، بالإضافة إلى إمكانية التشويش أو إطلاق صواريخ "ستينغر" أو مدافع آلية. وفي مارس 2025، فازت شركة "أندوريل" بعقد بقيمة 200 مليون دولار لترقية هذا النظام بمزيد من الاستقلالية، بما في ذلك طائرة صيد صغيرة تُطلق لمهاجمة التهديدات الواردة.
وأكد جايني أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على الآلات القاتلة فحسب، بل سيمتد إلى دمج أصول أوسع مثل المستشعرات والاستخبارات والأفراد، لتشكيل شبكة دفاعية متكاملة قادرة على مواجهة التهديدات المستقبلية.