أدانت أربع من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي روسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا، خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة وتهجير سكانه من شماله إلى جنوبه، خلال اجتماع طارئ عُقد أمس الأحد، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وقانونية جسيمة.
روسيا: انتهاك صارخ للقانون الدولي
قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن القرار الإسرائيلي يمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي" و"تجاهلًا سافرًا لنداءات المجتمع الدولي".
واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بـ"النفاق" لعلمه المسبق بقرار مجلس الحرب أثناء مشاركته في جلسة سابقة للمجلس، رغم إبدائه القلق على مصير الأسرى.
الصين: غزة ملك للشعب الفلسطيني
دعا المندوب الصيني فو كونج إسرائيل إلى "وقف هذه الخطوة الخطيرة فورًا"، مؤكدًا أن غزة "جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية".
وحذّر من "وهم التفوق العسكري" وطالب بفتح المعابر ورفع القيود عن المساعدات، مؤكدًا أن أي تغيير ديموغرافي أو جغرافي في غزة سيواجه "رفضًا شديدًا" من المجتمع الدولي.
المملكة المتحدة: الخطة محفوفة بالمخاطر
وصف نائب المندوب البريطاني جيمس كاريوك الخطة الإسرائيلية بأنها "خاطئة ومحفوفة بالمخاطر"، محذرًا من أن توسيع العمليات العسكرية سيؤدي إلى مزيد من الدماء والمعاناة، ولن يحقق إطلاق سراح الرهائن. وطالب برفع الحصار عن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
فرنسا: معارضة حازمة لأي ضم أو استيطان
أعرب نائب المندوب الفرنسي جاي دارماكيرتي عن "معارضة فرنسا الحازمة" لأي خطط لاحتلال غزة أو ضمها أو إقامة مستوطنات فيها، مشددًا على أن الحل الوحيد للصراع هو إحياء عملية السلام ودعم حل الدولتين.
الولايات المتحدة تدافع عن إسرائيل
على النقيض، تبنّت الولايات المتحدة موقفًا داعمًا لإسرائيل، حيث أكدت القائمة بأعمال نائب المندوب دوروثي شيا على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ملقية اللوم على حركة حماس لرفضها قبول هدنة.
وأثار هذا الموقف انتقادات من عدة أطراف رأت أن الدعم الأمريكي غير المشروط يعرقل جهود التهدئة.
نتنياهو: السيطرة على غزة هي "الطريق الأمثل"
دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خططه للسيطرة على مدينة غزة، واصفًا إياها بأنها "الطريقة المثلى" لإنهاء الحرب و"تحرير غزة من حماس".
وفي مؤتمر صحفي، أنكر نتنياهو الاتهامات بتجويع سكان القطاع، مدعيًا أن الرهائن الإسرائيليين هم "الوحيدون" الذين يتعرضون للتجويع المتعمد.
تحذيرات من كارثة إنسانية
حذرت دول غربية ومسؤولون أمميون من أن تنفيذ هذه الخطط قد يفاقم الأزمة الإنسانية ويؤدي إلى نزوح قسري واسع النطاق.
وأشار تقرير أممي إلى أن المجاعة باتت "حقيقة واضحة" في غزة، حيث سُجلت 217 وفاة جراء الجوع وسوء التغذية، فيما استشهد 1،373 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ مايو الماضي.
احتجاجات داخل إسرائيل
في الداخل الإسرائيلي، خرج الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج على خطة الحكومة، معتبرين أنها تعرض حياة الرهائن للخطر وتؤدي إلى تصعيد الصراع بدلًا من إنهائه.